اتفق السودان ومصر على الحديث بلسان واحد في شأن ملف مياه النيل، وتوسيع مجالات التعاون المشترك، والتنسيق السياسي. واجرى وزير الخارجية المصري محمد عمرو محادثات في الخرطوم امس مع الرئيس عمر البشير ووزير خارجيته علي كرتي، ركزت على ملفات مياه النيل والتبادل التجاري والتعاون الاقتصادي والتنسيق في المجالات الامنية والسياسية وربط البلدين بثلاثة طرق برية اقترب موعد تدشينها. كما ناقش الجانبان امكان لعب القاهرة دوراً في تقريب مواقف السودان وجنوب السودان في المسائل العالقة. وقال عمرو في مؤتمر صحفي مع كرتي، إن الجانبين اتفقا على تنشيط اتفاق سابق بينهما في شأن زراعة القمح في السودان بأيد مصرية ضمن مشروعات اقتصادية مشتركة، بالإضافة الى إبرام اتفاقات أخرى تتعلق بمشروعات التنمية والغذاء وإقامة معرض للمنتجات المصرية قريباً في الخرطوم، مشيراً الى ان التبادل التجاري بين البلدين سيتم توسيعه عبر الطرق البرية الثلاثة التي تربط الدولتين. وأكد أن مصر والسودان يتحدثان الآن بصوت واحد بالنسبة لملف مياه النيل، وقال: «المواقف المصرية والسودانية تعتبر الآن موقفاً واحداً». وكانت حكومة الجنوب طلبت من القاهرة التوسط لحل خلافاتها مع الخرطوم، خصوصاً مشكلتي النزاع على منطقة أبيي وترسيم حدودهما المشتركة، وأكد وزير الخارجية المصري أن القاهرة مستعدة لتقديم أي مساعدة في حال طلب السودان وجنوب السودان التدخل. وقال إن «الأمر ليس في صالح الدولتين فحسب، بل في مصلحة المنطقة كلها». وقال كرتي: «اننا طلبنا من مصر أن تتقارب وتتواصل أكثر مع جوبا... نحن من طلب ذلك، وهذا لا يحتاح تفاصيل. وفي قناعتنا أن وجود مصر على رأس الدول العربية في جوبا هو أفضل بكثير جدا للسودان ومصر ولكل المنطقة العربية»، لافتاً الى أن «جوبا تحتاج الى علاقة مستمرة مع مصر والعالم العربي عامة. ونحن في السودان نستفيد من ذلك التقارب». على صعيد آخر، طالب وزير الدفاع السوداني الفريق عبد الرحيم محمد حسين دولة جنوب السودان «برفع يدها عن دعم المتمردين في دارفور وولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق». وتوعد «برد قاس في حال لم تكفّ جوبا عن دعم هؤلاء المتمردين».