حظيت زيارة رئيس مجلس الوزراء المصري عصام شرف إلى السودان باهتمام كبير واستقبال رسمى وشعبي لافت لدى وصوله إلى مطار الخرطوم ظهر أمس، وقرر البلَدان فتح صفحة جديدة في علاقاتهما بعيداً من الشكوك المتبادلة، ووقّعا ثمانية اتفاقات للتعاون. واصطف مئات السودانيين والمصريين على طول شارع النيل في الخرطوم للاحتفال بوصول رئيس الوزراء المصري على رأس وفد يضم سبعة وزراء في أول رحلة إلى خارج مصر منذ توليه الوزارة في الشهر الجاري. وحمل المواطنون لافتات ترحيب كتب عليها: «مرحباً بقادة أم الدنيا»، و «مرحبا بقائد شباب الثورة»، و «مصر أخت بلادي»، و «مصر والسودان صفاً واحداً نحو استقلال القرار السياسي»، و «السودان ومصر من أجل القدس». وأجرى شرف محادثات مع نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه، قبل ترؤسهما لجنة وزارية عليا ضمت من الجانب المصري وزراء الخارجية نبيل العربي، والتخطيط والتعاون الدولي فايزة أبوالنجا، والنقل عاطف عبدالحميد، والموارد المائية والري حسين العطفي، والزراعة واستصلاح الأراضي أيمن أبوحديد، والتعليم العالي والبحث العلمى عمرو عزت سلامة، والصناعة والتجارة سمير صياد، ونظرائهم من السودانيين. ووقّع الجانبان اتفاقات شملت الربط البري والنهري والكهربائي وربط خطوط الغاز لمد المدن السودانية بالغاز المصري، والاستثمار، والأمن الغذائي المشترك، كما اتفقا على تنسيق الموقفين المصري والسوداني حيال ملف حوض النيل، وجددا التزامهما باتفاق الحريات الأربع بين مواطنيهما (الاقامة والتنقل والتملك والعمل). وقال وزير الخارجية السوداني علي كرتي، إن بلاده «في حاجة إلى دور مصري لرفع العقوبات الاقتصادية وشطب اسمها من لائحة الدول الراعية للإرهاب، وشطب ديونها الخارجية، وإقامة مشروعات مشتركة للأمن الغذائي»، موضحاً أن العلاقات بين الخرطوموالقاهرة «كانت تعترضها عقبات في المرحلة السابقة، لكننا اتفقنا على فتح صفحة جديدة». أما نظيره المصري نبيل العربي، فقال إن «العلاقات تاريخية وأزلية بين السودان ومصر، وربما شابتها بعض الشوائب في الماضي»، مؤكداً أن القاهرة قررت «فتح صفحة جديدة مع كل الدول، وعلى رأس اللائحة السودان... حكومة الثورة تسعى إلى الصالح العام والديموقراطية في الداخل»، مشيراً إلى أن البلدين أقرا التشاور والتنسيق في المجالات كافة. وسينتقل الوفد المصري اليوم إلى جوبا عاصمة جنوب السودان لإجراء محادثات مع رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت، لتأكيد استمرار دعم مصر للجنوب من خلال تنفيذ مشروعات في مجالات البنية الأساسية والتعليم والصحة، وتنسيق المواقف في قضية مياه النيل.