شدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين أمس، على أهمية تنفيذ القرارين 1559 و1701، والوضع السوري وانعكاساته على لبنان بما في ذلك الأزمة الإنسانية المترتبة على اللاجئين السوريين، واعتزامه تمديد صلاحية المحكمة الدولية الخاصة المكلفة مقاضاة المتورطين في اغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري ورفاقه، وضرورة تعزيز حقوق المرأة ومكانتها في الحكم بموجب «كوتا» في بداية الأمر. وقالت مصادر الأممالمتحدة إن بان «تحدث بلغة واضحة وقوية» عن سلاح «حزب الله» وأسلحة جميع الميليشيات غير اللبنانية، التي يطالب القرار 1559 بسحبها كي تكون الحكومة اللبنانية وحدها قادرة على بسط سلطتها في كامل أنحاء لبنان. كما تحدث عن الانتهاكات الإسرائيلية للقرار 1701 وتعهد بأن يطرح الأمر مع الإسرائيليين عند زيارته إسرائيل أواخر الشهر الجاري، حين سيزور أيضاً رام الله والأردن. وقال بان ل «الحياة» على متن الطائرة المروحية التي أقلته الى مقر ال «يونيفيل» في الجنوب عن موقفه من تظاهرات طالبت أمس بقانون منع العنف ضد المرأة، إن أحد أهم الأهداف الخمسة في ولايته الثانية «إنهاء العنف ضد المرأة في حملة تشمل كل الدول بلا استثناء». وأضاف أن هدف الحملة أن تكون كل الدول بحلول 2015 في صدد «تبني وتنفيذ قوانين وطنية تتطرق الى مسألة العنف ضد المرأة والفتاة بكل أنواعه وتعاقب عليه». وقال: «هناك حقيقة عالمية واحدة تطبق على كل الدول والثقافات والمجتمعات، وهي أن العنف ضد المرأة مرفوض ولا عذر له على الإطلاق ولا يجوز القبول به أبداً». وأضاف بان: «علينا أن نكف عن القبول بتهميش جزء من المجتمع، ويجب ألا نتقبل أبداً العنف ضد المرأة والأطفال، حقوق المرأة انتهكت كثيراً وتكراراً، وتم اضطهادها، ومضت الجرائم بلا عقاب باسم التقاليد»، مشدداً على أن الوقت حان لإنهاء هذا الوضع. وخلال تفقده القوات الدولية، كرّم بان قائدها الجنرال ألبرتوا آسارتا، في مقره بالناقورة. واجتمع بان بعد الظهر بقيادات المعارضة اللبنانية بدءاً بالرئيس فؤاد السنيورة، تلاه الرئيس أمين الجميل، ثم النائب وليد جنبلاط. ثم اجتمع مع وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو قبل توجهه الى عشاء أقامه على شرفه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي. وقال الرئيس أمين الجميل ل «الحياة» إنه «اعتزم التركيز مع الأمين العام على قضية ابنه الراحل بيار الجميل والعدالة بحقه، نظراً لالتزام بان كي مون مبدأ عدم الإفلات من العقاب وتمسكه بقيام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان بمهماتها». ونقلت مصادر مطلعة أن السنيورة الذي التقى بان مع وفد من 8 أشخاص، أن الأمين العام للأمم المتحدة تحدث معه في مسائل المحكمة وسورية والربيع العربي والمسألة الفلسطينية. وقالت المصادر، في مجال آخر، إن بان أثار أول من أمس، مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وميقاتي ورئيس البرلمان نبيه بري وكذلك مع السنيورة ضرورة الانتقال من «وقف النزاعات» مع إسرائيل الى «وقف إطلاق النار» الدائم تنفيذاً للقرار 1701. وأضافت المصادر أن كلاً من الرؤساء طلب من بان المساعدة على ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، وعلى حل الخلافات معها في شأن هذه الحدود. وتحدث مسؤولون لبنانيون من جهتهم، وفق المصادر ذاتها، عن مسألة القنابل العنقودية التي تركتها إسرائيل في الأراضي اللبنانية وضرورة تعويضها عن تلويث الشواطئ. ونفت مصادر الأممالمتحدة قطعاً أن يكون بان طرح مسألة إقامة مخيمات للاجئين السوريين في لبنان. وقالت إن مسألة المحكمة الخاصة بلبنان لم تكن في أولوية المحادثات سوى مع ميقاتي الذي بحث معه في التمديد لها «بحكم الأمر الواقع» لعدم استكمال المحكمة أعمالها بعد. وكان بان اختلى بكل من سليمان وميقاتي، أول من أمس، لمدة 10 دقائق.