ريو دي جانيرو - أ ف ب - ضمت عروض أزياء الشتاء في ريو دي جانيرو كوكبة من المشاهير لكنها استبعدت عارضات من أصول افريقية، ما أعاد إطلاق الجدل حول الحصص في عالم الموضة في البرازيل حيث نصف السكان من أصل أفريقي. شاركت 24 داراً في الدورة العشرين من «فاشن ريو» التي امتدت من الأربعاء إلى أمس، لكن عدداً ضئيلاً من العارضات الأفريقيات اعتلى خشبة المسرح، مع أن البرازيل هي البلد الذي يضم أكبر عدد من السود في العالم بعد نيجيريا. ورفض منظمو الدورة تبرير ما حصل، لكنهم أكدوا سابقاً أنه «ما من تمييز عنصري» في هذا المجال. وفي حزيران (يونيو) 2009، فرض القيمون على أسبوع الموضة في ساو باولو الذي يعتبر أبرز الأحداث في هذا المجال في أميركا اللاتينية، للمرة الأولى حصة تحدد نسبة مشاركة العارضات من أصول افريقية ب 10 في المئة، إثر ضغوط من حركات الدفاع عن حقوقهم. ولم تشارك في الدورة السابقة إلا ثماني عارضات من جذور إفريقية من أصل 344 عارضة. وقال الراهب الفرنسيسكاني ديفيد مدير منظمة «إدوكافرو» غير الحكومية التي تسعى إلى تيسير نفاذ ذوي الأصول الافريقية والهنود إلى سوق العمل: «للأسف ألغى مدع عام محافظ الحصص في العام 2010»، مشيراً إلى أنه لجأ إلى القضاء. واعتمدت البرازيل نظام الحصص في مجال التعليم لتسهيل نفاذهم إلى الجامعات. وأضاف الراهب: «لا يمكن أن يسود التمييز ضدهم في البرازيل حيث 51 في المئة من السكان هم من أصول افريقية أو خلاسيون. وأعتقد أن النيابة العامة ستستجيب لضغوطنا وأن قرارها سيؤثر في عالم الموضة في كل أنحاء البرازيل». وقد تحدثت لوانا غينو (32 سنة) وهي إحدى العارضات الثماني من أصول افريقية (من أصل مئتي عارضة) عن الصعاب التي واجهتها مع زميلاتها. ويستبعد منظمو أسابيع الموضة عارضات الأزياء الآتيات من ريو لأنهن أقل نحافة من غيرهن وأكثر سمرة. وفي هذا الإطار، استُبعدت العارضة الشقراء برونا لوريرو صاحبة العينين الزرقاوين من أحد العروض بسبب لون بشرتها «الذهبي، فقد فضل المصممون البشرة البيضاء جداً». وأثير موضوع الحصص في النسخة الجديدة من برنامج تلفزيون الواقع الشعبي «بيغ بروذر برازيل». وعند السؤال عن ضرورة اعتماد نظام الحصص في الموضة، أجاب العارض المحترف دانيال إيشانيز أنه «يعارض هذا النظام» لأنه «يفاقم العنصرية».