بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الرياض أمس مع رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كامرون مجمل الأحداث والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية، إضافة إلى آفاق التعاون بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات. وأكد بيان صادر عن رئاسة الوزراء البريطانية ان الملك عبدالله وكامرون «بحثا في التطورات الاخيرة في المنطقة، خصوصاً اهتماماتهما المشتركة حيال الاوضاع في سورية وايران واليمن». كما «ناقشا اهمية العلاقات الثنائية واتفقا على تعزيز التعاون في مجالات عدة». وكان المكتب الإعلامي التابع لكامرون أعلن، وفق «فرانس برس»، أن الزيارة تندرج ضمن الجهود المستمرة لتعزيز العلاقات مع الشركاء الاستراتيجيين في العالم، مشيراً إلى أن السعودية «تتمتع بنفوذ لا مثيل له في المنطقة والعالم الإسلامي». وأضاف في بيان أن السعودية هي الشريك التجاري الأكبر لبريطانيا في الشرق الأوسط مع مبادلات حجمها السنوي 15 بليون جنيه إسترليني (23 بليون دولار)، فيما تبلغ قيمة استثمارات السعوديين في بريطانيا أكثر 62 بليون جنيه (95 بليون دولار). وأكد أن «بناء علاقات متينة مع المملكة أمر حيوي لتحقيق تقدم في أولويات بريطانيا في المنطقة، وهي زيادة الصادرات والاستثمارات، وتعزيز أمن الطاقة، وإيجاد وظائف، والتعاون في مجالات الأمن ومحاربة الانتشار النووي والإرهاب، وتشجيع الاستقرار عبر الإصلاح السياسي وحقوق الإنسان». وتابع: «لهذه الأسباب، فإن بريطانيا ملتزمة بعلاقاتها الطويلة الأمد مع السعودية كشريك أساسي لتحقيق هذه الأهداف من أجل صالح بريطانيا وشعوب المنطقة»، مشيراً إلى أن البلدين «يؤيدان بشكل فاعل جهود الجامعة العربية لوقف القتل والقمع في سورية». وأوضح البيان أن رئيس الوزراء البريطاني سيبحث مع خادم الحرمين وولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز «جملة من القضايا الإقليمية، والوضع الاقتصادي العالمي، ومقترحات من شأنها توسيع وتعميق الشراكة بين البلدين حول مسائل تتراوح بين التنمية الاجتماعية إلى الأمن والأعمال». والزيارة هي الأولى لكامرون إلى السعودية وكانت متوقعة الخريف الماضي، لكنها تأجلت في ظل انشغال المسؤولين في السعودية بوفاة الأمير سلطان بن عبدالعزيز، بحسب مصدر ديبلوماسي بريطاني. وكان كامرون وصل إلى الرياض في وقت مبكر من صباح أمس، واستقبله في مطار الملك خالد الدولي سفير خادم الحرمين لدى المملكة المتحدة الأمير محمد بن نواف، ورئيس المراسم الملكية محمد الطبيشي، وسفير المملكة المتحدة لدى المملكة توم ريتشارد فيليبس، والمدير العام لمطار الملك خالد الدولي المهندس عبدالله الطاسان وعدد من المسؤولين.