نيقوسيا، إسطنبول - «الحياة»، أ ف ب - أعلن «المجلس الوطني السوري» في بيان أمس انه اتفق مع «الجيش السوري الحر» على تفعيل وتعزيز آلية التنسيق بينهما «بما يحقق خدمة امثل للثورة السورية». ويأتي الاتفاق بينهما وسط مطالبات دولية من المعارضة السورية بأطيافها المختلفة بالتوحد والاتفاق على برنامج سياسي وخطة عمل أو خريطة طريق يمكن الارتكان إليها في حال سقوط النظام السوري. لكن وفيما سيدعم التنسيق المتزايد بين «الجيش الحر» و»المجلس الوطني» تحركات المعارضة على الأرض، إلا انه من ناحية أخرى سيصعب التنسيق بين «المجلس الوطني» و»هيئة التنسيق» التي تريد للحركة الاحتجاجية السورية الحفاظ على سلميتها. ومن الإجراءات التنسيقية التي أوردها بيان «المجلس الوطني» امس إنشاء «مكتب ارتباط للمجلس الوطني لدى الجيش الحر بهدف «التواصل المباشر» وإقامة «حلقات وبرامج للتوجيه السياسي للعسكريين» الذين يؤيدون الثورة و»التعاون في مجال النشرات والأخبار والبيانات الإعلامية». وقال البيان إن «وفداً من المجلس الوطني السوري برئاسة رئيسه برهان غليون التقى قيادة الجيش السوري الحر الخميس بهدف رفع وتيرة التنسيق وتفعيل آليات التواصل بين الطرفين». وأضاف أن وفدي الهيئتين «ناقشا في شكل موسع الوضع الميداني والتنظيمي للجيش الحر مع (قائده) العقيد رياض الأسعد ونائبه العقيد مالك الكردي ووقفا عند الجوانب والاحتياجات التي تخص إعادة تنظيمه وهيكلة وحداته». وتابع أنهما اتفقا على «وضع خطة مفصلة تتناول إعادة تنظيم وحدات الجيش الحر واعتماد خطة لاستيعاب الضباط والجنود وبخاصة كبار العسكريين الذين ينحازون إلى الثورة ضمن صفوفه». والمجلس الوطني السوري الذي أنشئ آخر آب (أغسطس) الماضي هو الأوسع والأكثر تمثيلاً للمعارضة السورية بينما يضم «الجيش السوري الحر» ومقره تركيا حوالى 20 ألف جندي منشق يشنون بانتظام هجمات على مراكز قوات الأمن في سورية. وقال البيان إن المجلس الوطني «تقدم ببرنامج عمل حول وسائل وآليات الدعم التي سيتم تقديمها للقطاعات العسكرية المؤيدة للثورة» و»إنشاء قناة اتصال مباشرة في شأن الوضع السياسي والمواقف الإقليمية والدولية، حيث يتم وضع قيادة الجيش والضباط الأحرار في صورة الأوضاع المستجدة لضمان التنسيق الفعال بما يحقق خدمة أمثل للثورة السورية». وتابع أن المجلس سينشئ «مكتب ارتباط لدى الجيش الحر بهدف التواصل المباشر على مدار الساعة وسيقيم حلقات وبرامج للتوجيه السياسي للعسكريين الذين يؤيدون خط الثورة إلى جانب التعاون في مجال النشرات والأخبار والبيانات الإعلامية». وتحدث البيان عن «سلسلة لقاءات» عقدت في الأسابيع الماضية وأسفرت عن «تعاون بين الطرفين في الجوانب السياسية والإغاثية»، مؤكداً انه «من المقرر أن يتم زيادة التعاون خلال الفترة المقبلة». وشارك في الاجتماع التنسيقي من جانب المجلس الوطني أعضاء المكتب التنفيذي سمير نشار وفاروق طيفور ومطيع البطين وأحمد رمضان، وعضو الأمانة العامة بشار الحراكي، وعضو مكتب التنظيم والإدارة محمود عثمان، ومن طرف الجيش الحر عدد من الضباط وأعضاء القيادة العسكرية، إضافة إلى رئيس الجيش العقيد رياض الأسعد ونائبه مالك الكردي. وكان غليون اتهم النظام السوري ب»قطع أي فرصة لمبادرة عربية أو غير عربية» بعد الخطاب الأخير للرئيس السوري بشار الأسد، ودعا العرب لتحويل الملف السوري إلى مجلس الأمن.