ترعرع كروياً في نادي الاتحاد، وأوصاه المدرب البرازيلي كندينيو بعرض موهبته على اندية عالمية، ثم خاض تجربة مع فريق الهلال أبان المدرب الروماني كوزمين، غير ان شرط «اللعب كهاوٍ ومن ثم تسجيله كمحترف» حال من دون استمراره مع الهلال، فحزم حقائبه مع اسرته وغادر إلى انكلترا، وعمل على صقل موهبته في بلاد الانكليز، وايضاً في اسبانيا، ذلك هو اللاعب السعودي، مازن الحذيفي الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من المشاركة رسمياً مع فريق بورتسموث الانكليزي، بعدما انضم إليه أخيراً. الحذيفي أكد ل «الحياة» ان هدفه الرئيسي هو تمثيل المنتخب السعودي الاول في الاستحقاقات المقبلة، وكشف عن أمور عدة خلال تجاربه كافة، وخصوصاً مع اللاعب الاسرائيلي تيل بن حايم، وذلك في حواره الآتي ل «الحياة»، فإلى التفاصيل: الرياض - إبراهيم الحمدان وصولك إلى فريق بورتسموث الانكليزي، كيف كان؟ - وصلت لقناعتي الكبيرة وثقتي بما أمتلكه من موهبة أولاً، ولوجود عائلتي في انكلترا من الأساس ثانياً، فعشقي لكرة القدم ولإيماني بما يمكن أن أقدمه في الخارج دفعاني للمثابرة من أجل أن أحظى بتجربة في نادٍ ينافس في المسابقات الكبرى على مستوى العالم، وهو ما حدث بالفعل، فاتجهت إلى فريق بورتسموث منذ أكثر من عام وانضممت للتدريبات وحظيت بإعجاب المدرب. في أي مركز تلعب؟ - أجيد اللعب في خط الوسط والجناح الأيمن، كما يمكنني التسديد بقدمي اليمنى واليسرى. وهل ستتمكن من خوض المباريات الرسمية مع الفريق الانكليزي؟ - حتى الآن لن استطيع المشاركة في المباريات الرسمية، بسبب عدم تقييدي في قائمة الفريق الرئيسية، فبورتسموث يمر حالياً بأوضاع سيئة، وصدر أخيراً قرار يقضي بمنعه من تسجيل اللاعبين في فترة الانتقالات الشتوية جراء التزامات مالية عليه، وهم الآن في صدد معالجة هذا الأمر، واذا ما انتهت هذه المشكلات، فسيتم تسجيلي في قائمة الفريق. من قادك لنادي بورتسموث؟ - لا أملك شركة مسوقة لي في السعودية، وهذا أمر ضروري في انكلترا ودول أوروبا، فعلى سبيل المثال اللاعب الياباني ناكامورا سبق وأن خاض تجارب مميزة في سلتيك واسبانيول ومع ذلك فشركة فوجي اليابانية هي من تقوم بتسويقه، لذلك طلبوا مني إيجاد شركة للتسويق في السعودية فاتصلت بالأمير فيصل بن فهد بن عبدالله للانضمام لشركة «اف 6» والتي تقوم بتسويق اللاعبين، وقال لي بأنه سيتواصل معي شخص اسمه قاصد من الشركة ذاتها، وبعد أن عرف النادي بأن صاحب الشركة كان قريباً من شراء حصة من أسهم ليفربول، بالغوا في طلب مبلغ الرعاية في مقابل التسويق، والأمير فيصل بن فهد وعدني خيراً وأنا من هذا المنبر أشكره على اهتمامه الذي زاد معنوياتي ارتفاعاً، وأنا الآن في انتظار أن تتحسن الأمور. ماذا عن رخصة عملك في انكلترا؟ - نجحت أخيراً في استخراج بطاقة عمل في إنكلترا وهو ما يعد أصعب خطوة يمكن القيام بها، فالعراقي نشأت أكرم لم يوفق في الاحتراف في مانشستر سيتي لعدم حصوله على تأشيرة عمل، لذلك اتمنى أن أجد شركة راعية وأن اكون أول المحترفين في أوروبا. يدور الحديث حول مزاملتك للاعب الإسرائيلي في فريق بورتسموث تيل بن حايم، كيف تصف ذلك؟ - لم يكن ابن حايم لاعباً في صفوف بورتسموث حينما بدأت التدريبات معه منذ قرابة العام، وبعد أن خاض تجربة غير ناجحة مع ويست هام مطلع هذا الموسم شاء القدر أن يتم اختياره لتمثيل الفريق في الفترة المقبلة، ولكنني حريص على ألا تكون العلاقة بيني وبينه متينة، فكل ما بيننا يقتصر على التحية وردها ك «بروتوكول» يقوم به اللاعبون كافة مع بعضهم قبل التدريبات، فإذا سبقته في الحضور إلى النادي يبادر إلى إلقاء التحية لي، وان سبقني بادرته، وباستثناء ذلك لا يوجد بيننا إلا الاشتراك في ركل الكرة في التدريبات اليومية، فأنا أراعي مشاعر المسلمين والعرب وأعي تماماً المعنى من علاقة تجمع عربي بآخر اسرائيلي، وفي النهاية أنا في مكان لا يمثل ديانتي ولا ديانته، ولا هو بلده ولا هو وطني، ونحن نلتقي فقط في نقطة العمل والبحث عن صقل مواهبنا في أفضل البلدان التي تقدم كرة قدم، والحمدلله ديننا دين تسامح وخلق عظيم وإن شاءالله أقدم الصورة الحقيقية والجميلة من ديننا الحنيف لزملائي اللاعبين كافة في الفريق، خصوصاً وانه في انكلترا أصبحت كرة القدم من عوامل نشر الدين الاسلامي. سبق وأن خضت تجربة أخرى في اسبانيول الاسباني، كيف كانت؟ - حصلت على فرصة التجربة الميدانية في فريق اسبانيول وزاملت هناك ناكامورا وغيره من اللاعبين الكبار، واستفدت كثيراً من تلك التجربة التي أضافت لي الكثير في مجال الاحتراف الكروي، وبصراحة أرهقت عائلتي حينما أجبرتهم كافة على السفر معي إلى برشلونة، ولكن عدت إلى انكلترا من أجل عائلتي وبالتالي ذهبت لبورتسموث. هل مثلت أندية سعودية في وقت سابق؟ - بالتأكيد، فأنا تدرجت في الفئات السنية بنادي الاتحاد، وبعد أن مثلت فريق درجة الشباب طلب المدرب حينها البرازيلي كندينيو أن يستعين بخدماتي في الفريق الأول، وبالفعل شاركت في مباريات رسمية عدة في بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد وبعض مباريات الدوري، وكنت في بعض الأحيان أشارك مع فريق درجة الشباب في بعض المباريات ولكن تدريباتي ومشاركاتي كانت في الأساس مع الفريق الأول، وحينها كنت ابلغ من العمر 18 عاماً وتحديداً في عام 2005، ونصحني كندينيو بالحرص على تطوير موهبتي وعرضها على أندية عالمية، وهذا ما حدث. ألم تتلق عروضاً من أندية محلية أخرى بعد رحيلك من الاتحاد؟ - بلى، تلقيت عرضاً من نادي الهلال وعن طريق عضو شرفه الامير بندر بن محمد، وتدربت في الهلال لفترة ابان إشراف المدرب الروماني كوزمين على الفريق، ولعبت معه مباريات ودية وسجلت هدفين مع الفريق الأول، وبعد قناعتهم بأدائي كان عرضهم بالتوقيع معي لمدة سنة كلاعب هاوٍ وبعد ذلك احصل على عقد احترافي، وهو ما رفضته تماماً، لذلك تحدثت مع مدير الكرة حينها منصور الأحمد بأني لا أريد الاستمرار في تلك التجربة. وهل تفكر في العودة إلى السعودية واللعب في احد انديتها؟ - بكل تأكيد، ولكن من وجهة نظري بأنه لم يحن الوقت بعد لخوض هذه التجربة، فأنا في أوروبا منذ ستة أعوام، واستفدت الكثير وأعتقد بأني قادر على العطاء في المكان الذي تعلمت منه أصول كرة القدم، وبعد ذلك لكل حادثة حديث. هل يراودك حلم تمثيل المنتخب السعودي؟ - بل ان هذا هدفي الأهم هو ارتداء شعار منتخب وطني، فلا اكون مبالغاً حينما أقول بأني اعمل جاهداً على أن يتم تسجيلي في فريق بورتسموث هذه الفترة وانضم للمنتخب السعودي وأساهم في تأهله إلى الدور الحاسم من التصفيات المؤهلة لكأس العالم، بل ان هدفي المقبل هو المشاركة في مباراة أستراليا، وأعتقد بأنني جاهز ذهنياً وفنياً للمشاركة مع «الأخضر» وبالتالي تحقيق هذا الحلم الذي طالما اتنظرته، فإمكان التألق مع بورتسموث الفترة المقبلة كبيرة، وكل ما اكتسبته من احترافية في كرة القدم خلال الست سنوات في أوروبا سأسخرها من أجل المنتخب السعودي.