تأكدت أمس خسارة حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين» في مصر، غالبية مجلس الشعب بعدما أظهرت نتائج جولة إعادة المرحلة الثالثة والأخيرة أمس حصد «التحالف الديموقراطي من أجل مصر»، الذي يقوده «الحرية والعدالة»، 237 مقعداً من إجمالي 498 مقعداً، ليضطر إلى خوض غمار «معركة التحالفات» التي بدأت حتى قبل أن يلتئم البرلمان. ورغم حصول الحزب على الأكثرية، إلا أن اتجاه كتل برلمانية عدة إلى تشكيل تحالف مناهض قد يحد من قدرتهم على تمرير مشاريعهم. وبدا أن حزب «الوفد»، الذي حصل على 45 مقعداً وحل ثالثاً في البرلمان الجديد هو الأقرب للتحالف مع «الإخوان» في ظل «غزل متبادل» بين الطرفين وتأكيدهما التمسك بوثيقة «التحالف الديموقراطي من أجل مصر» الذي كان «الوفد» انسحب منه قبل الانتخابات. ولعبور مأزق الدستور، اجتمع أمس في شكل مفاجئ رئيسا «الحرية والعدالة» محمد مرسي والسيد البدوي. وقال نائب رئيس «الحرية والعدالة» عصام العريان ل «الحياة» إن الحزبين توافقا على موضوع الدستور وفق وثيقة «التحالف الديموقراطي» التي سبق أن وقع عليها 43 حزباً على اعتبار أنها تمثل توافقاً وترضي كل الأطراف. وأشار إلى السعي لتفادي الدخول في صدام حول الدستور من خلال التوافق حوله موضحاً أن حزبه ليس مهتماً بما يتردد عن تحالفات برلمانية في هذه المرحلة. وقال «الأمر ليس تقسيم كعكة والحديث عن تحالفات لتأمين الغالبية سابق لأوانه، نحن مهتمون حالياً بالتوافق حول قضايا الوطن، خصوصا الدستور، كي ننطلق إلى حياة سياسية سليمة ديموقراطية يحكمها دستور توافقي». ولم تستبعد مصادر في «الوفد» التحالف مع «الإخوان» على أساس «المصلحة السياسية». وأوضحت أن الاتجاه الأقرب هو عودة الحزب إلى «التحالف الديموقراطي». في المقابل، كشفت مصادر في «الكتلة المصرية»، التي تضم أحزاب «المصريون الأحرار» و»المصري الديموقراطي» و»التجمع»، أن التحالف دخل في مفاوضات مع حزبي «الوسط» و»العدل» و»الثورة مستمرة» و»التيار المصري» لتشكيل تحالف برلماني واسع سيعلن قريباً. وبدا أن حزب «النور» السلفي سيُغرد وحيداً في البرلمان الجديد، إذ سارعت مختلف القوى السياسية إلى نفي أنباء ترددت عن اتجاه لتشكيل تحالف يضم الليبراليين والسلفيين لمواجهة أكثرية «الإخوان». وكان تأكد حصول الإخوان على 237 مقعداً، في ما ينافس على 9 مقاعد لا تزال باقية بعدما ألغى القضاء نتائجها، وحل حزب «النور» وصيفاً بحصوله على 120 مقعدا، وجاء «الوفد» ثالثا ب 45 مقعداً، و»الكتلة المصرية» رابعة بنحو 40 مقعداً. وكانت اختتمت أول من أمس انتخابات جولة الإعادة على المقاعد الفردية في المرحلة الثالثة التي شملت 8 كما جرت الانتخابات في عدد من الدوائر المؤجلة، منها 6 دوائر فردية لاختيار 12 نائباً ودائرتان بنظام القوائم لاختيار 14 نائباً. وفي اختراق جديد في العلاقة بين «الإخوان» والولايات المتحدة، التقى الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر مرشد الإخوان محمد بديع ونائبه خيرت الشاطر بعدما كان اجتمع مع رئيس الحزب محمد مرسي. وقال المتحدث الرسمي باسم الجماعة محمود غزلان إن كارتر هنأ «الإخوان» على الفوز في الانتخابات وأكد أنه تيقن من حب الشعب المصري ل»الإخوان». وأضاف أن مرشد «الإخوان» رحب بالزيارة، معرباً عن أمله في أن تحترم الدول كافة وعلى رأسها أميركا إرادة الشعوب، وأن تغير سياستها تغييراً جذرياً بأن تتعامل مع ممثلي الشعوب المنتخبين، وأن تتوقف عن دعم الحكام الطغاة الديكتاتوريين، وأن تمتنع عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.