دمشق، نيقوسيا -»الحياة»، أ ف ب - قالت «الهيئة العامة للثورة السورية» و «اتحاد تنسيقيات الثورة السورية» إن ما لا يقل عن 16 شخصاً قتلوا امس في حماة وحمص ودير الزور. في موازاة ذلك قال مسؤول تركي إن سفينة روسية تحمل أطناناً عدة من الأسلحة في طريقها إلى سورية بعدما سمحت السلطات القبرصية للسفينة بمغادرة مياهها الإقليمية. وكانت السفينة توقفت في قبرص من دون إذن مسبق، منتهكة حظراً فنياً في الاتحاد الأوروبي على شحنات الأسلحة إلى سورية. وقال مسؤولون قبرصيون إنهم سمحوا للسفينة بمغادرة المياه القبرصية ليل أول من أمس، بعدما قال المسؤولون عنها إنه تم تغيير وجهتها من سورية إلى تركيا. لكن الناطق باسم وزارة الخارجية التركية سلجوق أونال قالت إن السفينة رست أمس في ميناء طرطوس السوري . وقالت وزارة الخارجية القبرصية إن المسؤولين القبارصة لم يتمكنوا من فتح وتفتيش حاويات على السفينة، لكن مسؤولين يعتقدون أنها تحمل «بضائع خطيرة». وقالت الإذاعة القبرصية إن السفينة تحمل «عشرات الأطنان من الذخيرة»، بينما قال الناطق باسم الشركة المالكة للسفينة إن الشحنة «خطيرة» ولكن لم يتوافر مزيد من التفاصيل. يأتي ذلك فيما ذكرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» أمس، أن قوات الأمن السورية أطلقت النار على متظاهرين سلميين حاولوا الوصول الى مراقبي الجامعة العربية في مدينة جسر الشغور شمالي سورية، مطالبة الجامعة العربية بإدانة السلطات السورية. وقالت المنظمة في بيان نقلاً عن شاهدين قالت إنهما أصيبا في الحادث وفرا الى جنوب تركيا، إنه «حوالى الساعة 11 صباحاً بالتوقيت المحلي في 10 كانون الثاني 2012، تقدما (الشاهدين) من ساحة حزب البعث... لمقابلة مراقبي جامعة الدول العربية المتواجدين هناك... وعندما اقتربا من نقطة تفتيش في الطريق إلى الساحة، منعهما أفراد من الجيش من التقدم». وأضافت أنه «بعد أن رفض المتظاهرون التفرق، تم إطلاق النار على الحشد، فأصيب تسعة متظاهرين على الأقل». وذكرت المنظمة ان مراقبي الجامعة العربية «كانوا في ساحة حزب البعث، لكن غادروا في سيارة بعد أن بدأ إطلاق النار، على حد قول الشاهدين». وقالت المنظمة إنها رغم محاولات عدة، لم تتمكن من الاتصال بالمراقبين للتأكد من صحة الواقعة التي رواها الشهود. وقالت المنظمة إنه «على ضوء هذه الانتهاكات وغيرها من الانتهاكات البينة للاتفاق المبرم بين الحكومة السورية وجامعة الدول العربية، على الجامعة العربية أن تكشف علناً عن نتائج البعثة وتقييمها لإمكانية استمرار البعثة». وذكر شخص قال إن اسمه أبو أحمد، وهو أحد المتظاهرين المصابين في الهجوم ل «هيومن رايتس ووتش»: «كنا حوالى 300 إلى 500 شخص، وكنت أسير في الصف الأمامي... عندما أصبحنا على مسافة 100 متر من نقطة التفتيش، هتفنا للجيش أننا لا نريد إلا مقابلة المراقبين، لكنهم أطلقوا النار علينا». وقال شاهد آخر يدعى مصطفى: «عندما بدأ المتظاهرون في الجري مبتعدين، طاردتهم قوات الجيش واستمرت في إطلاق النار عليهم»، مضيفاً أنه «كان وسط مجموعة من الأفراد وأصيب برصاصتين في ظهره وأخرى في ذراعه الأيسر... كما أصيب خمسة أشخاص» آخرين، بحسب بيان المنظمة. وقالت آنا نيستات، نائبة قسم الطوارئ في هيومن رايتس ووتش: «مثل هذه الحوادث وعدد الوفيات المتزايد باستمرار، يظهران بوضوح أن وجود مراقبي الجامعة العربية لم يفد كثيراً في إلزام السلطات السورية بالكف عن جرائمها». وأضافت: «حان الوقت لأن تندد الجامعة العربية بإخفاق الحكومة السورية في الالتزام بالاتفاق... السماح باستمرار البعثة من دون جهود فعالة أو واضحة لحماية المدنيين لن يؤدي إلا للمزيد من الوفيات». ووسط تدهور متزايد في الاوضاع الانسانية، يسعى مئات من النشطاء السوريين والأجانب إلى العبور الى سورية من تركيا والاردن لنقل المساعدات الانسانية الى الشعب السوري. وقال منظمو هذه المبادرة التي تحمل عنوان «قافلة الحرية» في بيان بث على الانترنت: «نود... حمل مساعدة انسانية للسكان المنكوبين الذين يتعرضون لعمليات قصف وحشية يقوم بها يومياً الجيش السوري». وقال منسق «قافلة الحرية إلى تركيا» والناطق باسمها مؤيد سكيف في اتصال هاتفي مع «الحياة» من جنوب تركيا إن المشاركين في القافلة التي تضم شباباً سوريين من الجنسين وناشطين من ألمان وأتراك وغيرهم نصبوا مساء أمس عشر خيام بالقرب من الحدود السورية التركية في مدينة «كللس» في جنوب تركيا بعدما تعثر دخولهم إلى سورية وقال إننا تفهمنا الموقف الواقعي للحكومة التركية التي حالت دون اقترابنا من الحدود مع سورية بسبب وجود أنصار النظام (السوري) هناك، ومنعاً للاحتكاك، وأكد أن تركيا أمنت لنا الحماية. وفيما أشار إلى أن السوريين والسوريات المشاركين في القافلة جاؤوا من دول عدة بينها دول مجلس التعاون الخليجي الست وكندا وفرنسا والنمسا وتركيا وأميركا، أشار إلى أننا «نصبنا خياماً وسط برد شديد تأكيداً لدعمنا لأهلنا في سورية، ولإطلاق صرخة نوجهها للمجتمع الدولي في سبيل مساعدة الشعب السوري». وقال ناشط مع القافلة: «سنواصل اعتصامنا لمدة يومين أو ثلاثة أيام»، مشيراً إلى أن عدد المعتصمين بلغ مساء أمس نحو 350 شخصاً وتوقع أن يرتفع العدد بعد وصول مشاركين آخرين من دول عدة. أما في شأن عدم انطلاق القافلة التي تحمل شعار «احمل خيمتك واتبع شمس الحرية الطالع من سورية» عبر الحدود الأردنية كما كان مقرراً، قال « لم نتمكن من الحصول على موافقة كتابية( رسمية) من الأردن رغم حصولنا على موافقة شفوية ، ولم نرغب في المجازفة بسبب عدم تلقينا موافقة مكتوبة». وكانت الهيئة العامة للثورة السورية قالت إن 28 شخصاً قتلوا اول من أمس أغلبهم في حمص. وأوضحت في بيان أن نحو 60 مصاباً سقطوا في قصف استهدف بلدتي كرناز وكفرنبُودة بريف حماة. وذكرت أن القصف حدث بعد لجوء منشقين إلى البلدة، وأشارت إلى اندلاع اشتباكات بين أولئك المنشقين والقوات النظامية. وفي دير الزور، أفاد ناشطون بأن شخصاً قتل برصاص الأمن، وأن قوات الأمن نفذت حملة اعتقالات في بلدة القورية. وفي محافظة درعا، أفاد ناشطون بأن الأمن العسكري اعتقل عشرات الأشخاص في بلدتي إنخل وجاسم. من جهة أخرى، أصيب عدد من الأشخاص في إطلاق نار استهدف منازل المواطنين بسراقب بمحافظة إدلب التي يفرض عليها الجيش حصاراً، وهدد باقتحامها في حال إصرار محتجين على مواصلة اعتصامهم، حسب ما قالته لجان التنسيق المحلية. كما اعتقلت قوات الأمن عدداً من الطلاب في اللاذقية بعد تفريقها تظاهرة طلابية كانت تهتف برحيل النظام. من جهة أخرى، أفاد ناشطون بخروج تظاهرات في بعض مدن وبلدات محافظة إدلب تطالب برحيل النظام السوري، وبثوا صوراً لتظاهرة وصفوها بالحاشدة في خان شيخون، ردد فيها المتظاهرون ما وصفوه بقَسَم الاستمرار بالثورة والوفاء لشهدائها حتى تحقيق هدفها بإسقاط النظام.