نشرت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) خطة دفاع جديدة الخميس، تقلص استراتيجية الدفاع الجديدة في الأعوام العشرة المقبلة وتنهي سياسة الحفاظ على قوة دائمة لخوض حربين في آن وإعداد الولاياتالمتحدة لخوض حرب فيما تشن عملية مستمرة في مكان آخر ضد تهديد ثان. هذه استراتيجية تعاقدية عموماً، لكنها تولي اهتماماً بمنطقة آسيا والمحيط الهادئ. ووفقاً لمسؤولين في البنتاغون، فإن التغييرات تستهدف أساساً ايران والصين. في وجه التعديل الاستراتيجي الاميركي هذا، على الصين البقاء يقظة. ومنذ اصبحت هدفاً استراتيجياً محدداً للولايات المتحدة، اظهرت الجهود الرامية الى تحسين العلاقات الصينية - الاميركية عجزها عن تهدئة المخاوف الاميركية في شأن صعود الصين. وليس في وسع بكين غير الاعتماد على قدراتها لكسب صداقة الولاياتالمتحدة من الآن وصعوداً. ويتنافس الجانبان تنافساً لا سابق له في التاريخ. وفي ظل حقائق العولمة وضروراتها، ترتبط الدولتان ارتباطاً اقتصادياً وثيقاً، ما يحول دون احتواء الولاياتالمتحدة للصين بالكامل. ويتعين ان يكون التعامل مع جهود الاحتواء الاميركية، واحداً من الاهداف الاستراتيجية للديبلوماسية الصينية. ويحق لبكين ان توحّد جهودها مع كل القوى الممكنة وأن تحافظ على بعض المبادرات الاستراتيجية ضد الولاياتالمتحدة. ويسلط التعديل الاستراتيجي الاميركي الضوء على اهمية ايران بالنسبة الى الصين. فوجود ايران وموقفها يقدمان دعماً قوياً ضد الولاياتالمتحدة. وعلى الصين ألا تتبع في تعاملها مع ايران القيم الاميركية الثقافية والاجتماعية والسياسية. ترى الولاياتالمتحدة في قدرات بكين على إحباط النفاذ (الاميركي الى الداخل الصيني) هدفاً آخر. وعلى الصين ان تتبنى اجراءات مضادة. وعليها ان تعزز قدراتها على توجيه ضربات بعيدة المدى وأن تمارس المزيد من الردع ضد الولاياتالمتحدة. وعلى الولاياتالمتحدة ان تدرك عجزها عن وقف نهوض الصين وأن العلاقة الودية مع الصين هي مصلحة شديدة الاهمية لها. وبات النمو الاقتصادي السريع الميزة الأكبر للصين عند التعامل مع الولاياتالمتحدة التي تكاد لا تستطيع ان تبزها في المجال الاقتصادي خلافاً لقدرتها العسكرية المتطورة التي تتيح للغرب إبقاء الصين في الخلف. وكلما اهتمت الدولتان بالمنافسة الاقتصادية، مال الوضع الى مصلحة الصين. والصعود والهبوط في القوة الاقتصادية هما نقطتا البداية في المنافسة الوطنية وفي اتجاهها وتعكسان الميول الوطنية. لكن الجيش والسياسة يكونان غالباً أداتين قويتين لثني المسار او تخريبه. وعلى الصين محاولة تجنب حرب باردة جديدة مع الولاياتالمتحدة، لكن لا ينبغي عليها بأي طريقة كانت التخلي عن امن محيطها الخارجي مقابل منح الولاياتالمتحدة الشعور بالارتياح في آسيا. * افتتاحية، عن «غلوبال تايمز» الصينية، 6/1/2012، إعداد حسام عيتاني