وجهت الولاياتالمتحدة صفعة إلى شركة «تزوهاي زنرونغ» الخميس الماضي لانخراطها في صفقات الطاقة مع إيران. ويعتقد محللون بأن أميركا كانت توجه إشارة إلى بكين بعدما فشل وزير الخزانة الأميركي تيم غيثنر في الحصول على دعم الصين في المسألة الإيرانية. على الصين ألا ترضخ للضغط الأميركي. وعليها صوغ إجراءات مضادة محددة وأن تُظهر قدرتها على ردع الولاياتالمتحدة المتغطرسة. وفُرضت العقوبات أحادية الجانب وفق القانون الأميركي المعدل «قانون العقوبات على إيران» وليس استناداً إلى أي قرار لمجلس الأمن. وقيمة نفط إيران وموقعها الجيو - سياسي شديدا الأهمية للصين. وللشركات الصينية حرية إبرام صفقات أعمال شرعية مع قطاع الطاقة الإيراني. ويستحق الدفاع عن هذا المبدأ تحمل بعض المتاعب، وحتى دفع ثمن معين. على الصين التحلي بالثقة. وتواجه الولاياتالمتحدة أزمة اقتصادية وانتخابات رئاسية ولا يمكنها تحمل حرب تجارية ضد الصين التي لا يكفي فرض عقوبات عليها لخوض مواجهة حاسمة معها. فهذه تبنّت إجراءات مضادة للعقوبات ضد الولاياتالمتحدة في الماضي، وعلى الصين أن تبدي المقدار ذاته من الحزم. قد يفضي ذلك إلى إغضاب واشنطن. ولكن دعونا نرَ كيف كان رد فعل واشنطن في نهاية المطاف، آخذة في الاعتبار، الحجمَ الضخم للتجارة بين البلدين ووضع الصين كأكبر حامل لسندات الخزينة الأميركية. لا ينبغي تفسير ذلك على أنه تحدٍ من بكين، خصوصاً في الوقت الذي تعزز الولاياتالمتحدة حضورها العسكري في أستراليا وتخطط لنشر ثلث سفنها المقاتلة في غرب المحيط الهادئ في العقد المقبل. وسيكون أمراً غريباً جداً في ظل ظروف كهذه أن تقف الصين إلى جانب العقوبات الأميركية على إيران. ويشعر كثر بالقلق حيال الوضع الراهن الحساس، فأي حركة غير مدروسة من الصين ستثير عداء الولاياتالمتحدة. بيد أن المخاوف هذه يجب ألا تسيطر على تفكيرنا في شأن العلاقات الصينية - الأميركية. وعلى بكين اتخاذ الخطوات اللازمة لحماية مصالحها، فيما تكرار التنازلات سيجعل العلاقات الصينية مع الولاياتالمتحدة أشد خطراً. جلّ ما تفعل بكين هو التمسك بموقف متخذ منذ أمد بعيد في شأن المسألة الإيرانية. والولاياتالمتحدة هي من يدفع الصين الى تغيير موقفها. وأعلنت بكين بجلاء أن رغبة الولاياتالمتحدة في رؤيتها تتصرف على غرار أميركا، مستحيلة. وفي وسع الصين استخدام خبرتها الديبلوماسية في التعامل مع موضوع كوريا الشمالية وأداء دور الوسيط بين إيران والغرب. وإذا أرادت الولاياتالمتحدة تجنب سلبيات شن حرب على إيران، سيكون هناك مجال أوسع للصين للقيام بوساطة. على أمل أن تبدي الصين في 2012 المزيد من الحكمة الديبلوماسية وأن تقوم بدورها في المسألة الإيرانية. * افتتاحية، عن «غلوبال تايمز» الصينية، 14/1/2012، إعداد حسام عيتاني