على رغم وعود وتطمينات سفير السعودية لدى أستراليا حسن طلعت ناظر، عمد مسؤولو الكلية الأسترالية الدولية الإسلامية في مقاطعة كونيرلاند بأستراليا إلى رفع دعوى «إلى المحكمة العليا في ولاية نيوساوث ويلز على السعودية ونائب وزير التعليم العالي السعودي للمطالبة بسداد متأخرات رسوم دراسية لأبناء وبنات نحو 9 آلاف مبتعث سعودي لم تدفع منذ ثلاثة سنوات». وأكد السفير ناظر لصحيفة «صن هيرالد» الأسترالية أنه مبذل مساعي مكثفة لحل النزاع الذي وصفه بأنه «حكاية طويلة». وتصل جملة المتأخرات بحسب صحيفة «سيدني مورنينغ هيرالد» أمس إلى نحو مليوني دولار. ووصفت الصحيفة الدعوة بأنها الأولى من نوعها في أستراليا. ونسبت إلى رئيس الكلية الأسترالية الدولية الإسلامية إمام عبدالقدوس الأزهري قوله، إنه اضطر إلى رفع الدعوى بعدما أخفقت اتصالاته المتكررة بالمسؤولين السعوديين في «كانبيرا» والرياض في إيجاد حل. وقال المدير التنفيذي للتعليم المستقل في كونيزلاند ديفيد روبرتسون، إن الملحقية الثقافية السعودية في «كانبيرا» تباطأت في دفع المستحقات المتأخرة. إلى درجة أن المدارس الأسترالية الخاصة أضحت ترفض تسجيل أبناء المبتعثين السعوديين إذا لم يتم دفع رسومهم مقدماً. وعزا السفير ناظر النزاع إلى «ارتباك إداري» من جانب الكلية بشأن من يتعين أن يدفع الرسوم. لكنه أكد أنه ساعٍ إلى حل النزاع. وأضاف - بحسب صحيفة «صن هيرالد»- أن الأموال المستحقة متأخرة منذ ثلاثة سنوات، «الأمر يتطلب وقتاً. من واجبي أن أتابع قائمة بأسماء أولئك الطلاب الذين غادروا أستراليا. لكننا لم نفعل شيئاً مضاداً للقانون». وذكرت صحيفة «سيدني مورنينغ هيرالد» أمس أن مدارس إسلامية أخرى في أستراليا تشكو من تأخر دفع المستحقات من السفارة السعودية في «كانبيرا». وذكر مكتب ميتري للمحاماة في سيدني الذي يتولى الدعوى ضد السلطات السعودية أن نائب وزير التعليم العالي السعودي أحمد بن محمد السيف وعد في آب (أغسطس) 2011 بدفع المتأخرات لتفادي الدعوى القضائية. وأوضح السفير ناظر أن حكومة بلاده أنفقت 600 مليون دولار على تعليم مبتعثيها في أستراليا وحدها، وذكر أن 70 في المئة من المبتعثين إلى أستراليا يصطحبون عائلاتهم الذين تتكفل حكومة المملكة بنفقات تعليمهم، وقدر كلفة تعليم كل طفل سعودي هناك بنحو 8 آلاف دولار في السنة.