الخرطوم - رويترز - يأتي مشروع ترميم مدينة سواكن التاريخية السودانية المبنية من الصخور المرجانية، التي أصبحت أطلالاً وزال الطلاء عن الكثير من مبانيها المطلة على طرق ترابية، ضمن جهود الحكومة لتنشيط السياحة، في وقت يحاول السودان اجتياز أزمة اقتصادية طاحنة. وكانت هذه المدينة قديماً الميناء الرئيس المطل على البحر الأحمر في المنطقة، كما كانت مركزاً تجارياً رئيساً وميناء لشحن العبيد وسفر الحجاج إلى شبه الجزيرة العربية. ويعتبر ساحل البحر الأحمر بشواطئه وأكبر موانئه بور سودان التي تبعد حوالى 48 كيلومتراً شمال سواكن، مقصداً سياحياً لأهالي الخرطوم وأنحاء أخرى من البلاد، أثناء العطل. ورحب السودان بعرض تركيا التي تربطها علاقات تاريخية بسواكن التي يرجع بناؤها الى إلقرن الخامس عشر إبان الإمبراطورية العثمانية، بالمساعدة في ترميمها. وقال مدير عام وزارة السياحة في ولاية البحر الأحمر نصر الدين أحمد: «نتوقع زيادة عدد السياح الآتين من تركيا بعد الترميم، لأن الآثار هنا تركية أصلاً». وقدر أحمد عدد الأجانب الذين يزورون سواكن في موسم الشتاء وهو الموسم الرئيس، ما بين 3 و4 آلاف شخص. واجتذاب السياح أمر مهم، لمساعدة المنطقة التي اشتدّ فيها الغضب من نقص التنمية مقارنة بالعاصمة. استعانت الشركة التركية التي تدفع لها حكومة السودان أجرها، بنحو 60 عاملاً محلياً في عملية الترميم. ويؤمل في أن تؤدي الاستعانة بعمال محليين في ترميم المباني القديمة في سواكن، الى إكساب سكان المنطقة بعض المهارات. وقال المهندس المعماري التركي المشرف على أعمال الترميم الفاتح سولاك: «هذه المباني بنتها الإمبراطورية العثمانية في القرن الخامس عشر. الآن جئنا لترميمها وهدفنا تعليم السودانيين كيفية القيام بذلك». ويشار إلى أن معدل التضخم السنوي في ولاية البحر الأحمر بلغ 24.7 في المئة في أيلول (سبتمبر) الماضي، مقارنة بنسبة التضخم في الخرطوم التي بلغت 18.7 في المئة. وفي السودان أهرام أكثر عدداً من الموجودة في مصر، علاوة على مواقع تاريخية وأثرية كثيرة، لكن السودان لم يحقق نجاحاً يذكر في اجتذاب السياح بسبب القواعد الصارمة لإصدار تأشيرات الدخول وقلة الفنادق والبنية التحتية. ويواجه السياح الذين يزورون السودان، صعوبات مع الإجراءات الإدارية، إذ يطلب منهم استصدار تصاريح قبل أي رحلة داخلية. لكن على رغم العقبات، بدأت بعض آثار مشروع الترميم تظهر على الاقتصاد المحلي، إذ يكتسب السكان خبرة في البناء تساعدهم في صيانة البنية التحتية المتداعية للمدينة. وقال سولاك: «حين بدأنا الترميم، لم يكن السودانيون يعلمون شيئاً عن العملية، لكن بعد شهور، تستطيع أن ترى أنهم تعلموا الكثير». وتأمل الخرطوم في أن تصل عائدات السياحة هذا العام إلى بليون دولار، أي نحو 20 في المئة من عائدات السودان من تصدير النفط العام الماضي. لكن محللين يرون أن من الصعب تحقيق هذا الهدف».