تعد مدينة سواكن السودانية المطلة على ساحل البحر الأحمر والمشتق اسمها من قصص أسطورية تمزج بين الواقع والخيال منطقة أثرية وميناء عريقا، واشتهرت المدينة منذ القدم ،لكن شهرتها زادت بعد دخول الاسلام . وتعتبر سواكن هي أول مدينة سودانية عمرت بالمباني العالية الثابتة، فكانت قصورها الشامخة لا مثيل لها في المنطقة وسميت قديما بمدينة التجارة والمال لحركتها الدائبة وكثرة سكانها. وبنيت المدينة على جزيرة مرجانية يحيط بها سور فتحت به خمس بوابات لمراقبة الداخلين والخارجين اشهرها «بوابة كتشنر» الذي قاد الجيش البريطاني الذي استعمر السودان . وساهم الاستعمار الانجليزي في انهيار المدينة مطلع القرن العشرين لانها كانت تمثل له الشاهد الحي عليى حضارة العرب والمسلمين في السودان. وحاليا شرعت تركيا في ترميم مبان بالمدينة تعود إلى الحكم العثماني، بينما تتجه مصر لانتهاج نفس المسلك لصيانة «البنك الأهلي» و»قصر خورشيد» اللذين تحتضنهما المنطقة منذ عهد قديم، بينما قادت السلطات المحلية اتصالاً ببريطانياً لتأهيل ما تبقى من أطلال. بعثات وجهود دولية لترميم الآثار وتسعى حكومة ولاية البحر الأحمر السودانية في إطار خطتها لتطوير وتنمية السياحة وجذب السياح، لترميم المدينةسواكن لترسيخ القيمة التاريخية والتراثية للمنطقة التي ارتبط اسمها بالأمير عثمان دقنة بطل قبائل البجا الذي كافح الاستعمار ،وتحتضن المدينة قصراً يحمل اسمه. وتوقع وزير السياحة بولاية البحر الأحمر، عبدالله كنة، أن تصبح منطقة سواكن بموجب هذه الجهود نموذجاً للتراث السوداني، ما يتسق مع خطة الولاية التي تستند على تنمية اقتصاديات المنطقة والاستفادة من الموارد المحلية بالتركيز على جانب السياحة. أحد المباني التاريخية وقال كنة إن هناك خطوات فعلية بدأت في اتجاه ترميم الأطلال بجهود مصرية - تركية. وأضاف: وصل وفد من الدولتين كل على حدة لإجراء مسح شامل حول المباني المراد ترميمها، وشرعت أنقره في صيانة مبنى الجمارك، بينما أكدت مصر رغبتها في ترميم البنك الأهلي المصري وقصر خورشيد. من جانبه قال المهندس التركي، فاتح سونا، المشرف على عملية الترميم :بدأنا بصيانة مبنى الجمارك الذي يعود للحكم العثماني في القرن التاسع عشر وسنفرغ من العمل خلال الأشهر الخمسة المقبلة،وسنحافظ على شكل البنيان من الحجارة المرجانية. وزار سواكن كثير من الرحالة عبر تاريخها بدءاً بابن بطوطة 1324م، والكثير من الرحالة الأوروبيين مثل صامويل بيكر ود. جنكر واسترجو سياد ليمنر، كما زارها الكثير من القادة والزعماء عبر تاريخها، منهم: خديوي مصر عباس حلمي الثاني، واللورد ألنبي، والكثير من قادة الغرب. وذكر القنصل المصري بمدينة بورتسودان حاضرة ولاية البحر الاحمر ، محمد خليل، أن بلاده أبدت رغبة في تأهيل المدينة التاريخية وستعمل على إعادة البنك الأهلي المصري وقصر خورشيد، مؤكداً أنهم سيعملون على إخطار الجهات المختصة في مصر لتلقي الدعم اللازم.