ودع العالم عام 2011 الذي كان مليئاً بالاحداث، فقد شهد تغيرات عاصفة لم يكن يتوقعها أحد خصوصاً على الصعيد العربي حيث تهاوت تحت وطأة نهضة الشعوب وقبضات الشباب الباحثة عن الحرية والأمل والمستقبل المشرق أنظمة تربعت على صدور شعوبها عقوداً من الزمن نهبت خلالها ثروات الشعوب وخيراتها كما هدرت كرامة ابنائها وحالت دون نهضة الشعوب العربية. وتحت وطأة هذا الاستبداد الذي لا يطاق انفجرت طاقة الشعوب بما اصطلح عليه الربيع العربي وها نحن غادرنا عام 2011 الى عام جديد وما زالت آمال الشعوب وتطلعاتها لمستقبل مشرق شاخصة رغم محاولة السرقة والالتفاف. على الصعيد الفلسطيني واصل شعبنا صموده في مواجهة الاحتلال والاستيطان وقدم عشرات الشهداء والجرحى على درب الحرية والاستقلال مؤكداً يوماً بعد يوم عزمه وتصميمه على مواصلة كفاحه حتى نيل أهدافه المشروعة مهما طال الزمن وغلت التضحيات، وخلال العام المنصرم تمكن 1027 أسيراً فلسطينياً من نيل حريتهم والعودة الى أحضان ذويهم في صفقة لتبادل الاسرى. كما شهد العام المنصرم أحداثاً لا تقل اهميتها عن تلك التي شهدتها المنطقة العربية ولا تزال فقد خرج شباب فلسطين ومعهم كل الشعب في 15 آذار (مارس) تحت شعار واحد «الشعب يريد انهاء الانقسام»، هذا الانقسام الذي أدى الى تدهور مكانة القضية الفلسطينية ومثل صفحة سوداء من تاريخ شعبنا كما أغلق ابواب الامل أمام الشباب الذين تأثروا بنهوض أقرانهم في الساحات والميادين ونجحوا في اسقاط أنظمة عاتية استبدت بشعوبها عشرات السنين، واقتداء بهؤلاء الشباب خرج شباب فلسطين يهتفون الشعب يريد انهاء الانقسام لتشكل حركتهم تلك أولى اشارات انهاء الانقسام رغم الهراوات التي انهالت على ظهورهم لفض تجمعاتهم واحباط آمالهم ورسالة واضحة لطرفي الانقسام بأن الكيل قد طفح ولم يعد بالامكان القبول باستمرار الانقسام الذي يهدد الوطن والقضية والمستقبل برمته، وبفعل ذلك سارع رموز اطراف الانقسام الى إعلان الاستعداد لإنهائه عبر السير بالخطوة الاولى من خلال التوقيع على اتفاق المصالحة الوطنية برعاية مصرية. كما شهد العام المنصرم نقلة نوعية وانجازاً فلسطينياً مهماً تمثل في توجه القيادة الفلسطينية الى الاممالمتحدة عبر مجلس الامن للمطالبة بالاعتراف بالعضوية الكاملة لدولة فلسطين وبذلك نقلت القضية الفلسطينية وحق شعبنا في اقامة دولته المستقلة من على طاولة المفاوضات الثنائية بشروطها المجحفة والرعاية الاميركية المتفردة المنحازة لاسرائيل الى طاولة المجتمع الدولي واستحضرت قراراته، وخلال خطاب الرئيس ابو مازن آنذاك استعادت القضية الفلسطينية زخمها ومكانتها الطبيعة على جدول أعمال العالم، وعلى هذا الطريق حقق شعبنا أعتراف العديد من المنظمات الاقليمية والدولية من أهمها اعتراف اليونيسكو بدولة فلسطين. وها هو شعبنا يأمل بأن يشهد عام 2012 إنهاء فعلياً للانقسام وتقاطراً الى صناديق الاقتراع ليزهر الربيع الفلسطيني بعد طول انتظار. * عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني.