بعد إكمال الانسحاب من العراق والاستعداد للانسحاب من أفغانستان، أعلن الرئيس باراك أوباما استراتيجية دفاعية جديدة تقلص موازنة وزارة الدفاع بنسبة 450 بليون دولار، وعدد الجنود إلى 490 ألفاً، وتنقل التركيز الأميركي إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ مع تأكيد «التزام» استقرار الشرق الأوسط وأمنه والتفوق العسكري الأميركي. وتماشياً مع الأولويات الاقتصادية للحكومة الأميركية، أعلن أوباما في إيجاز استثنائي الطابع من وزارة الدفاع عن استراتيجية جديدة للجيش ستقلص حجم قواته البرية من 570 ألفاً إلى 490 ألفاً في السنوات العشر المقبلة، ما يعني عملياً العجز عن خوض حربين بريتين في الوقت نفسه. ويعكس هذا التوجه عدم توقع الولاياتالمتحدة خوض حرب مكلفة كالتي تشنها في أفغانستان، أو تلك التي أنهتها في العراق. وسيتم التركيز على وسائل القتال غير التقليدية ومكافحة الإرهاب، إلى جانب التدخلات الإنسانية التي تقع ضمنها عمليات فرض الحظر الجوي. وستنقل واشنطن التركيز إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ من أوروبا وبفعل التقدم العسكري للصين والتحديات الجديدة هناك، والتي كانت جزءاً مهماً من زيارة أوباما الأخيرة إلى منطقة آسيا وإعلانه عن نشر قواعد عسكرية جديدة في أستراليا وفي المحيط الهادئ. وقال أوباما للصحافيين «سيكون جيشنا أصغر حجماً لكن العالم يجب أن يعرف أن الولاياتالمتحدة ستواصل الحفاظ على تفوقنا العسكري بقوات مسلحة مرنة ومستعدة للنطاق الكامل من الطوارئ والتهديدات». ووعد بزيادة الاستثمار في القدرات الإلكترونية عبر الإنترنت في حين أشار إلى أن الترسانة النووية لأميركا يمكن أن تقلص دون أن تعرض الأمن للخطر. غير أن الرئيس الأميركي رفض طلباً من البنتاغون بتقليص عدد حاملات الطائرات من 11 إلى 10، وحصر الخفض في الموازنة الذي سيبلغ 450 بليون دولار في السنوات المقبلة بطائرات «أف -35» وخفض عدد المارينز ومسائل أخرى تتعلق بالرواتب وخدمات الموظفين. وعن الشرق الأوسط أكد أوباما أن الولاياتالمتحدة ستبقى «يقظة» في المنطقة فيما شدد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا على التزام واشنطن أمن المنطقة وسمى بهذا الخصوص «التهديد الإيراني» للاستقرار الإقليمي. وانتقد مرشحون جمهوريون للرئاسة بينهم ميت رومني خفوضات الموازنة الدفاعية وتأثيرها في القيادة الأميركية في العالم. وحاول أوباما دحض هذه الانتقادات بالإشارة إلى نجاحاته ضد تنظيم «القاعدة» وفي التجربة العسكرية في ليبيا والتي لم يشملها أي عناصر برية. وستساعد الخفوضات أوباما في الحملة الانتخابية حيث الأولوية للاقتصاد وليس للقضايا الدفاعية.