كشف الرئيس باراك أوباما عن استراتيجية جديدة للجيش الأمريكي اليوم الخميس، تؤكد أن "السياسة الأمريكية ستشدد على أمن الخليج، بالتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي، حيثما يكون مناسباً لمنع إيران من تطوير قدراتها النووية العسكرية والتصدي لسياساتها المزعزعة للاستقرار". وتبرز وثيقة الاستراتيجية الجديدة اهتماماً أمريكياً بالحفاظ على الاستقرار في الشرق الأوسط، مع التجاوب مع طموحات الشعوب التي عبَّرت عنها الانتفاضات العربية العام الماضي. وتقول إن الولاياتالمتحدة ستواصل العمل لوقف البرامج النووية لكل من إيران وكوريا الشمالية. وتدعو الاستراتيجية الجديدة إلى وجود عسكري أمريكي أكبر في آسيا، وتقترح تقليصاً لحجم القوات في أوروبا، في وقت تسعى فيه وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" لتقليص الإنفاق بنحو نصف تريليون دولار بعد عقد من الحروب. وكشف أوباما عن وثيقة الاستراتيجية الجديدة في مؤتمر صحفي في البنتاجون بينما كان وزير الدفاع ليون بانيتا يقف إلى جواره، التي تدعو إلى احتفاظ الولاياتالمتحدة بقوة تستطيع كسب حرب، مع امتلاكها القدرة على ردع أهداف خصم في حرب أخرى. وتلك الاستراتيجية تحوِّل عن هدف كثيراً ما كرره الجيش، يتمثل في القدرة على خوض حربين في مكانين مختلفين بالتزامن، والانتصار فيهما. وتدعو الاستراتيجية أيضاً الجيش الأمريكي إلى "إعادة التوازن تجاه منطقة آسيا والمحيط الهادي" مع استمراره في التصدي النشط لخطر التطرف العنيف. وقال أوباما في المؤتمر الصحفي "رغم استمرار قواتنا في الحرب مع أفغانستان فإن مد الحرب ينحسر. ورغم أن قواتنا تنتصر الآن في مهامها فإن أمامنا فرصة، وعلينا مسؤولية بأن نتطلع إلى القوة التي نحتاج إليها في المستقبل". وكتب أوباما في مقدمة الاستراتيجية الجديدة للبنتاجون: "أمتنا في لحظة تحوُّل". وتدعو الاستراتيجية كذلك إلى زيادة الاستثمار في القدرات الإلكترونية عبر الإنترنت، وتشير إلى أن الترسانة النووية لأمريكا يمكن أن تقلَّص دون أن تعرِّض الأمن للخطر. ويأتي تحول التركيز إلى منطقة آسيا والمحيط الهادئ وسط قلق متزايد في البنتاجون من الأهداف الاستراتيجية للصين التي تبدأ في نشر جيل جديد من الأسلحة. وتبدي الوثيقة القلق من أسلحة تعمل الصين وإيران على تطويرها، وستجعل من الصعب على القوات البحرية والجوية الأمريكية استخدام القوة في الخارج. وتقول الوثيقة: "يتعين على الولاياتالمتحدة الحفاظ على القدرة على استخدام القوة في مناطق تواجه فيها حريتنا في الوصول والعمل تحديات". وطرح أوباما مبادرة مراجعة الاستراتيجية الصيف الماضي بعد أن طلب من البنتاجون بدء التخطيط لتخفيضات كبيرة في ميزانية الدفاع الأمريكية بعد عقد من النمو. وتستهدف الاستراتيجية التعرف على الأولويات الاستراتيجية الأمريكية وتوجيه الإنفاق الدفاعي مع بدء تقليص حجم الجيش. واتفق أوباما مع الكونجرس في أغسطس الماضي على تقليص الإنفاق المتوقع على الأمن القومي بأكثر من 450 مليار دولار في السنوات العشر القادمة، واتفقا أيضاً على تخفيضات تلقائية في الإنفاق يمكن أن تخفض شريحة أخرى قدرها 600 مليار دولار من ميزانية البنتاجون ما لم يوافق الكونجرس على بديل آخر. ولم تقدم وثيقة الاستراتيجية، التي أُعلنت اليوم، حجم القوات التي سيجري تقليصها، ولم تعالج قضايا محددة متعلقة بالميزانية. لكن مسؤولين في الإدارة تحدثوا قبل إعلان الوثيقة اليوم، وقالوا إنه سيجري خفض أعداد أفراد الجيش والبحرية بنسبة تتراوح بين عشرة في المائة و15 في المائة في السنوات العشر القادمة. وتبرز الاستراتيجية "المصالح الثابتة" للولايات المتحدة في أوروبا، وأهمية حلف شمال الأطلسي، لكنها تقول إن توزيع القوات في أوروبا يجب أن "يتطور" مع تطور العصر. وقال مسؤولون في الإدارة إنه من المحتمل أن تجري الولاياتالمتحدة تخفيضات أكبر لعدد القوات البرية في أوروبا بمقدار لواء قتال آخر، وهي وحدة يتراوح عدد أفرادها بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف طبقاً لتكوينها.