طهران، بروكسيل، واشنطن – أ ب، رويترز، أ ف ب – تجنّبت إيران تحديد «عواقب» تجاهل الولاياتالمتحدة تحذيرها من إعادة حاملة طائرات إلى مياه الخليج، لكنها شددت على أن أمن المنطقة «لا يحتاج وصاية الولاياتالمتحدة»، معتبرة أن «المواجهة الاستراتيجية بين الثورة والاستكبار وصلت إلى نقطة حاسمة». في غضون ذلك، نقلت وكالتا «فرانس برس» و «رويترز» عن ديبلوماسيين أوروبيين إن دول الاتحاد الأوروبي توصلت إلى اتفاق مبدئي لحظر استيراد النفط الخام الإيراني، لكنها لم تقرر موعد تطبيقه. واعلنت الولاياتالمتحدة دعم الاتجاه الاوروبي وقال مسؤول في وزارة الخزانة «انه يمكن تقييد عائدات طهران من بيع الخام من دون الاضرار بأسواق النفط العالمية». وتابع المسؤول، الذي طلب عدم نشر اسمه ،ان خفض واردات النفط الإيراني على مراحل وفي توقيتات مناسبة يمكن ان يجنب الأسواق أي اضطرابات، مشيراً الى ان قانوناً جديدا للعقوبات أصدرته الولاياتالمتحدة اخيراً يتضمن اتخاذ نهج متدرج في هذا الشأن. وقال ديبلوماسيون إن مبعوثين لدول الاتحاد أجروا أواخر كانون الأول (ديسمبر) الماضي، محادثات في هذا الشأن، تخلى خلالها أعضاء، خصوصاً اليونان، عن اعتراضاتهم. وقال ديبلوماسي أوروبي: «ثمة موافقة على مبدأ حظر النفط، ولم يعد موضع نقاش الآن». ويسعى الاتحاد إلى إقرار هذا التدبير، خلال اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد في بروكسيل نهاية الشهر الجاري. وأشار ديبلوماسيون إلى مناقشات في شأن فرض حظر على تصدير تكنولوجيا متصلة بالنفط إلى إيران، وتدابير أخرى مرتبطة بشحن النفط الخام. ولفت الديبلوماسيون إلى نقاش بين الدول الأوروبية حول مسألة التطبيق الفوري لحظر استيراد الخام الإيراني، أو الانتظار شهوراً، إذ أن دولاً قلقة من تأثير ذلك على وضعها الاقتصادي. لكن محسن قمصري، مدير الشؤون الدولية في شركة النفط الوطنية الإيرانية، أشار إلى أن طهران درست بدائل لبيع نفطها، إذا اتخذ الاتحاد الأوروبي قرار الحظر. وقال: «يمكننا في سهولة شديدة، إبدال بعض المشترين». إلى ذلك، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أن الوزير تيموثي غايتنر سيتوجه إلى الصين واليابان الأسبوع المقبل، حاملاً أفكاراً لزيادة الضغط على إيران. أتى ذلك بعدما انتقدت الصين، أبرز مشترٍ للنفط الإيراني، تشديد الولاياتالمتحدة عقوباتها على إيران، مؤكدة أنها لن تؤثر في تبادلها التجاري مع طهران على صعيد مضيق هرمز، اعتبر وزير الدفاع الإيراني الجنرال أحمد وحيدي أن لبلاده، «بوصفها قوة مهمة في المنطقة، حقاً كبيراً إزاء هرمز، وستبادر إلى ضمان أمنه واستقراره». وسُئل وحيدي عن التدابير التي ستتخذها طهران، إذا تجاهلت البحرية الأميركية تحذيرها، وعادت حاملة طائراتها إلى مياه الخليج، فأجاب في إشارة إلى الأميركيين: «قلنا دوماً إن وجود قوات من خارج المنطقة، في الخليج، مضرّ ولا يمكن سوى أن يسبب اضطرابات وتوتراً في المنطقة. لذلك طلبنا ألا يتواجدوا في هذا الممر المائي». أما رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى (البرلمان) الإيراني علاء الدين بروجردي فرفض تأكيد البيت الأبيض أن تحذير طهران حاملة الطائرات الأميركية، يعكس «ضعفها»، معتبراً ذلك «غير منطقي». وقال: «سياسة إيران تتمثل في ضمان أمن الخليح وبحر عمان، من خلال أبناء المنطقة، ولذلك نعتقد أن منطقتنا لا تحتاج وصيّاً أو أخاً أكبر، مثل الولاياتالمتحدة، لتحقيق الأمن فيها». واعتبر أن «مصير الاقتصاد العالمي مرتبط بالخليج، ونأمل بألا يرتكب الغرب أخطاء استراتيجية، بل عليه أن يعي جيداً أنه إذا فرض حظراً على نفط بلادنا، لن نسمح لأي طرف بتصدير نفطه عبر هرمز». في الوقت ذاته، رأى الجنرال حسين سلامي، نائب قائد «الحرس الثوري»، أن «المرحلة مصيرية في تاريخ الإسلام وإيران»، قائلاً: «المواجهة الاستراتيجية بين الثورة وجبهة الاستكبار، وصلت إلى نقطة حساسة وحاسمة».