«فهلوة» 2011

في العام المنصرم تأكيد على أن السنوات التي تحمل أرقاماً فردية غالباً ما تكون مليئة الأحداث، المفاجآت، والحركة، تحسها أكثر طاقة وجرأة من السنوات الزوجية، ويبدو أن «الانفراد» عادة يولد الأحداث، فيما أي شيء زوجي وربما لأنه يقبل القسمة على اثنين لا يحمل نفس الصفة، بالطبع هناك شيء زوجي واحد في حياة كل رجل لا يقبل القسمة إلا على واحد هو.. الراتب في يد الزوجة.
تلفتني «الحركات» التجارية التي تولد طلباً كامناً، أو تستحث طلباً غير موجود أصلاً، وفي العام الذي مضى اقترحت مجموعة من المقاولين الأميركيين على مواطنين يؤمنون بأن نهاية العالم وشيكة، الاهتمام بحيواناتهم الأليفة التي «سيتركونها على الأرض» مقابل مبلغ من المال! واستطاعت شركة «إترنال ايرث - باوند بيتس» التي تعني (رابط ابدي مع الحيوانات المنزلية)، أن تجذب 259 زبوناً دفعوا 135 دولاراً للحيوان الواحد و20 دولاراً لكل حيوان إضافي للتأكد من أن الحيوان سيكون في أيد أمينة بعد انتقالهم إلى دنيا الآخرة، حسب ظنهم!
العملاء «السبايك» لو تأملوا قليلاً لوجدوا أن مجرد اشتراكهم ينفي معتقدهم أو الوهم الذي يعيشونه، فنهاية العالم لن تستثني المقاولين الذي سيهتمون بحيواناتهم، وبالرغم من ذلك في الأمر كمية حنان نادرة، فما الذي سيعنيني من حيوان بعد أن ارحل عن الدنيا، ثم لماذا لا يرحل هو أيضاً، وكيف تكون نهاية العالم انتقائية بين الكائنات الحية؟
الحركة المالية «الفهلوية» الثانية قام بها موظف يعمل في باليرمو عاصمة جزيرة صقلية المشمسة الذي طالب وحصل على ساعات إضافية لأنه أزال ثلوجاً غير موجودة بين شهري «اذار» و«اب» تحت شمس حارقة.
سالفاتروي دي غراتسيا الموظف في الدفاع المدني في باليرمو طالب بأن تدفع له 17 ساعة إضافية في ابريل لإزالة الثلوج في حين كانت الحرارة المسجلة عشر درجات مئوية و50 ساعة في مايو و38 ساعة في يونيو و44 ساعة في يوليو و200 ساعة في أغسطس عندما كانت الحرارة تزيد على30 درجة مئوية في الظل، وقد حصل من مطالباته على بدل 45 ساعة.
الشباب في صقلية غضبوا على «ولدهم» بسبب 45 ساعة عمل إضافية سرقها من الحكومة، ويبدو أنهم لا يعرفون مصطلح «الانتداب»، وإلا كان صاحبنا سجل نصف السنة انتداباً إلى منزلهم.
ويمكننا تخفيف غضبهم بإرسال فيديو يريهم مكاتب الموظفين أول ساعة من الدوام، ومنتصف الظهيرة، وآخر ساعة من الدوام لنريهم أن كثيراً من الموظفين لا يتجرأون على سرقة الوقت الذي يتقاضون آجراً عليه، لأنهم يعتقدون انه ملكهم أصلاً، والحمد لله أن مبناهم ومكاتبهم مسجلة بعقود ملكية أو استئجار باسم الحكومة.
عام صاخب مضى، ولعل القادم الذي بدأ أمس يكون أجمل لكم ولوطننا الغالي.
mohamdalyami@gmail.com
twitter | @mohamdalyami