عمت الاحتفالات والسهرات لمناسبة حلول العام 2012 مختلف المناطق اللبنانية، وتفاوتت نسبتها بين منطقة وأخرى، في حين عاشت مدينة صور ليلة رأس سنة لا تشبه لياليها في السنين السابقة، مع تحول شوارعها ومطاعمها الى أماكن شبه مهجورة الا من عناصر الجيش وقوى الامن الداخلي الذين لم يفلح وجودهم في طمأنة محبي السهر الخائفين من تعرض أماكن السهر الى تفجيرات كتلك التي طاولت مطاعم في أوقات سابقة، كان آخرها قبل ايام. ولم تقتصر الاحتفالات على المطاعم والمقاهي في العاصمة بيروت ومعظم المناطق السياحية التي غصت بالساهرين، إذ امتلأت منطقة وسط بيروت وساحاتها بالمحتفلين من مختلف الاعمار، الذين زاروها للاستمتاع بالعروض الموسيقية وعروض الالعاب النارية التي انطلقت لحظة بدء العام الجديد. وعلى عكس ليل بيروت، أمضت مدينة صيدا الجنوبية ليلة هادئة عكرتها حوادث فردية، اذ شهدت المدينة ليلاً إطلاق نار في الهواء ابتهاجاً بالعيد، كما شهدت عودة لمسلسل إحراق السيارات، مع إحراق سيارة فجراً في شارع البراد. وفي عين الحلوة، تعرضت سيارة يقودها محمد سعدي وفيها ثلاثة اشخاص آخرون كانوا جميعهم بحال من السكر، الى اطلاق نار من عناصر تابعين ل «الحركة الإسلامية المجاهدة» التي يرأسها الشيخ جمال خطاب، وذلك بسبب مرورها مسرعة وعدم توقفها امام «مسجد النور» التابع للحركة. وأصيب نتيجة إطلاق النار فيدال مطلق بثماني رصاصات في ظهره نُقل على أثرها الى مستشفى «النداء الإسلامي»، كما تطايرت رصاصات الى مكتب «فتح» الموجود في المنطقة، غير أن أي رد فعل لم ينتج من الحادث. وفي صور، غابت الاحتفالات المعتادة، ولم تنجح المقاهي التي أبقت على برامج سهراتها، في جذب سوى ما يقارب نصف عدد زبائنها في مناسبات مشابهة، ففي مطعم «تيروس» الذي تعرض أخيراً الى تفجير، والذي أصر صاحبه على ترميمه وإبقاء برنامج سهرته المعد مسبقاً، لم يأت إلا ثلث العدد المتوقع، في حين أمضى معظم أبناء المدينة ليلتهم في المنازل خوفاً من أي تطورات. أما منطقة جنوب الليطاني، فتحولت عشية العام الجديد الى ما يشبه الثكنات العسكرية المتنقلة، وكثف الجيش اللبناني حواجزه، واستحدث حواجز ثابتة إضافية، كما سيَّر دوريات مشتركة له مع القوات الدولية (يونيفيل). وفسَّر مطلعون هذه الإجراءات بأنها لضبط الوضع وطمأنة «يونيفيل» مع اقتراب موعد زيارة الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بيروت في النصف الاول من الشهر الجاري. ومع إطلالة اليوم الاول من العام الجديد، وجّه وزير الداخلية اللبناني مروان شربل تنويهاً للمؤسسات الأمنية التي شاركت الى جانب الجيش اللبناني في الإجراءات الأمنية، و «ذلك بعد نجاح الخطة الموضوعة لحفظ الأمن والنظام، إذ لم يسقط أيُّ ضحية في حوادث أمنية أو مرورية، مع تسجيل بعض الإشكالات الفردية البسيطة». كما نوّه المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، وفق بيان صادر عن العلاقات العامة في قوى الامن الداخلي، «بجهود رجال قوى الأمن الداخلي للسهر على أمن المواطنين وراحتهم وتسهيل حركة المرور». وتوجّه كل من شربل وريفي بالشكر إلى قيادة الجيش اللبناني والقيادات الأمنية كافة على الإجراءات التي قامت بها وحداتها بهذه المناسبة. وكان شربل جال مساء اول من امس على مراكز قوى الأمن وواكب الإجراءات لتأمين سلامة المواطنين، وأعلن أن «هناك معلومات مهمة جداً حول الاعتداءات على يونيفيل قد تؤدي في مطلع العام المقبل الى كشف المتورطين».