بدأت إيران والقوى العالمية الست جولة جديدة من المفاوضات الثلاثاء بهدف تسوية النزاع بشأن برنامج طهران النووي بحلول تموز (يوليو) رغم الخلافات الواسعة حول كيفية تحقيق ذلك. وبدأ كبار مفاوضي إيرانوالولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والصين وروسيا اجتماعا يستمر يومين حوالي الساعة 9.45 صباحا بالتوقيت المحلي (7:45 بتوقيت غرينتش) في مجمّع تابع للأمم المتحدة في فيينا حيث عقدوا جلستين سابقتين منذ فبراير شباط. ويقول الجانبان إنهما يهدفان إلى البدء في صياغة اتفاق شامل في أيار (مايو) حتى يكون هناك متسع من الوقت قبل انقضاء المهلة المحددة للتوصل لتسوية في 20 تموز (يوليو). ولكن مسؤولاً غربياً، قال إن الجانبين ما زالا منقسمين بشأن قضايا رئيسية. وتريد القوى الست من إيران الحد من برنامجها النووي حتى لا تمتلك القدرة على تصنيع قنبلة ذرية بسرعة إذا قررت اتخاذ مثل هذه الخطوة. وتقول إيران إن برنامجها النووي له أهداف سلمية محضة وتريد من القوى العالمية رفع العقوبات. ومن المتوقع ان تتسارع وتيرة هذه المفاوضات خلال جلسة الثلاثاء وهي الثالثة منذ ان وافقت ايران في تشرين الثاني (نوفمبر)، على تعليق قسم من نشاطاتها النووية لقاء رفع جزئي للعقوبات التي تشل اقتصادها. وصرح وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف لدى وصوله الى العاصمة النمساوية "سنسعى لانهاء المحادثات خلال تلك الجولة (من المفاوضات) والبدء بصياغة مشروع اتفاق ابتداء من شهر ارديبهشت (في التقويم الايراني ويبدأ في 21 نيسان (أبريل)". وتعوّل واشنطن أيضاً على بدء صياغة مسودة الاتفاق النهائي خلال الجلسة المقبلة في أيار (مايو). وتأمل طهران في التوصل الى اتفاق شامل قبل 20 تموز (يوليو)، يلحظ الغاء كل عقوبات الاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي والولاياتالمتحدة مقابل ضمانات حول البرنامج النووي الايراني السلمي. لكن لا يزال من الضروري تقديم تنازلات كبيرة للتقريب بين وجهتي نظر ايران التي تدافع عن حقها في برنامج نووي سلمي والقوى العظمى التي تشتبه في انها تستخدمه غطاء لحيازة السلاح النووي. ويفترض ان يجتمع ظريف الذي يرأس الوفد المفاوض الايراني، مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون على مائدة عشاء مساء اليوم الاثنين. وتدير اشتون المفاوضات مع ايران باسم مجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا والمانيا). ويبدو ان الجانبين حققا تقدما في المحادثات حول تعاون نووي ممكن. والمقترحات المطروحة على طاولة البحث تشمل مفاعل المياه الخفيفة والطب النووي والمحروقات الجديدة وتطبيق الابحاث والتقدم النووي في المجال الزراعي. ومن النقاط الحساسة حجم برنامج تخصيب اليورانيوم. عمليا لا يزال من الضروري الاتفاق حول عدد ونوع الات الطرد المركزي (المستخدمة في التخصيب) التي تستخدمها ايران. كما تتعثر المفاوضات حول مفاعل اراك الذي يعمل بالمياه الثقيلة والذي لا يزال قيد الانشاء، لأنه يستخدم البلوتونيوم الذي يمكن أن يساهم في تصنيع القنبلة النووية. وترفض ايران التخلي عن هذا المفاعل لكنها مستعدة لاجراء تعديلات تقنية فيه لتقليل كمية البلوتونيوم المستخدمة. وصرحت دبلوماسية أميركية رفضت الكشف عن هويتها وتشارك في المفاوضات الاثنين "نعمل على التقريب بين الموقفين لعلنا نتوصل الى التركيبة الصحيحة". واضافت ان "وتيرة العمل ستتكثف اكثر من الان". ومن شأن التوصل الى اتفاق ان يتيح لطهران الخروج من العزلة التي تحرم اقتصادها كل اسبوع من عدة مليارات من الدولارات من عائدات النفط.