بصوت واحد، احتفل المئات، غالبيتهم من الشباب، وسط رام الله، بالثواني الأولى من العام الجديد، وهم يغنون بصوت مرتفع مع الفنان الفلسطيني باسل زايد والفنانة الفلسطينية ريم تلحمي «موطني... موطني»، تلاها غناء النشيد الوطني الفلسطيني «فدائي». ونظم شباب فلسطينيون، بينهم صحافيون وفنانون وكتّاب ونشطاء تجمّعوا تحت اسم «شباب بنحب البلد»، ليلة احتفالية لمناسبة رأس السنة الميلادية وانطلاقة الثورة الفلسطينية، في ميدان ياسر عرفات وسط رام الله، تحت عنوان «رأس السنة على الطريقة الفلسطينية». وشارك في الحفل المطرب باسل زايد وفرقته، وريم تلحمي، وفرقة «دار قنديل»، وفرق دبكة شعبية، إضافة إلى فرقة مهرجين قدموا عرضاً للأطفال والعائلة، وفقرات أخرى. وجاءت الفكرة بداية، كردّ على ما وصفه «شباب بنحب البلد» ب «حفلات تطبيعية في الضفة الغربية»، إذ تحدثوا عن استضافة إحدى قاعات مدينة البيرة المجاورة لمدينة رام الله، حفلة لفنان لطالما غنّى لجيش الاحتلال، بل كان ولا يزال يفاخر بذلك، في حين سرت أنباء عن استضافة فنانة إسرائيلية معروفة، ولطالما غنّت هي الأخرى في معسكرات جنود الاحتلال، بحسب أحد أفراد المجموعة. وقال علي عبيدات، المنسق الإعلامي للمجموعة: «لأن على هذه الأرض ما يستحق الحياة، كما قال شاعرنا الكبير محمود درويش، اخترنا أن نستَقبل العام الجديد بطريقة فلسطينية مختلفة، وأن نوجه رسالة إلى العالم، بأننا ما زلنا هنا، وأن عاماً آخر يمضي وآخر يحل والشعب الفلسطيني لا يزال يرزح تحت أبشع احتلال في التاريخ». وأضاف: «التقينا في ميدان الشهيد ياسر عرفات لنؤكد ثوابتنا الوطنية، وأن العام الجديد سيكون عاماً حافلاً بنضالاتنا وعَملنا وسعينا نحو نيل مطالبنا الوطنية وحَقنا في تَقرير المَصير، وسنعبر عن ذلك بطريقة حضارية، عبر الفنون بأنواعها». ووجّه المشاركون في ليلة رأس السنة الفلسطينية «تحية ثورية من شعب الثورة إلى الصامدين على خطوط الإنسانية» في مصر واليمن وتونس وليبيا والبحرين وسورية، مباركين «إنجازات الثورات العَربية»، ومؤكدين «الوقوف إلى جانب حقوق الشعوب في تقرير مصيرها». من جهته شدد الفنان باسل زايد على أهمية هذه الفعالية لأسباب عدة، من بينها أن الفنان يذهب إلى جمهوره، ولا ينتظر أن يأتيه الجمهور، مضيفاً أن هناك أيضاً جانباً اجتماعياً، لأن كثيرين لا يملكون ثمن تذكرة للاحتفال بالعام الجديد في فندق أو مطعم، «والأهم هو البعد الوطني في الفعالية، إذ يُحتفل برأس السنة على الطريقة الفلسطينية، بعيداً من سطوة العولمة، وبالتالي ليس الاحتفال على الطريقة الأميركية أو الأوروبية». وقال: «غنّيت لجمهور ميدان ياسر عرفات من أغنياتي الخاصة، والتي صدرت في ألبومات «في القدس»، و «آدم»، و «هادا ليل». أما المطربة ريم تلحمي، فقالت إن «القهر الذي تسلل إليّ نتيجة هذه الظاهرة الخطيرة، أي استضافة فنانين إسرائيليين أو أولئك الذين غنّوا لجنود الاحتلال في مدن الضفة الغربية، دفعني إلى المشاركة في هذه الفعالية... ويكفي ما قرأته على «فايسبوك» بأن ريم تلحمي جاءت لتقارع مطربي الاحتلال وأعوانهم». وأضافت: «المميز أيضاً في هذا الحدث، أنه جمعنا من كل أنحاء فلسطين... نأمل في أن يتحول عادة سنوية، فقد اعتدنا التجمع في جنازات الشهداء والمسيرات المناهضة للاحتلال والاستيطان والجدار وحتى الانقسام، وجميل أن نجتمع على الأمل بعام أفضل، نحقق فيه أمانينا الوطنية والشخصية، من دون أن ننسى من فقدناهم... الاحتفالية هذه أعادت الحياة إلى فلسطين وإلينا كفلسطينيين عبر الفنون».