بات اسم «شباب بنحب البلد»، كتجمع شبابي عفوي، على كثير من الألسنة في مدينة رام الله. فقد فرضت المجموعة نفسها كجزء فاعل في الميدان، وخصوصاً في الإضراب الأخير للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، اذ كان افرادها السبّاقين لاطلاق مبادرات متنوعة من بينها مسيرة «قرع الطناجر»، ومسيرات السيارات، وحفلات غنائية تضامنية. ونظمت المجموعة أخيراً مباراة كرة قدم وسط رام الله، تضامناً مع اللاعب في المنتخب الفلسطيني، والمضرب عن الطعام منذ أكثر من ثلاثة أشهر في زنازين الاحتلال، محمود السرسك. وبدأت حكاية «شباب بنحب البلد»، بحسب علي عبيدات، أحد مؤسسي المجموعة، حين فكر هو وعدد من الشباب بالتصدي لحفل فني ليلة رأس السنة كان مقرراً أن يحييه فنان سبق وغنى لجيش الاحتلال، فكانت مبادرتهم الأولى تحت عنوان «رأس السنة الفلسطينية»، حيث حشد أعضاء «شباب بنحب البلد»، بعض الفنانين الملتزمين للغناء للقضية الفلسطينية، كان من بينهم باسل زايد، ريم تلحمي، فرقة دار قنديل وغيرهم، وغنوا «الوطن»، في العراء، وسط رام الله، وبالتحديد على مسرح أعد خصيصاً في ما يعرف بميدان ياسر عرفات. وأضاف عبيدات: «مجموعة شباب بنحب البلد تأسست بشكل تلقائي انتفاضاً على اللقاءات التطبيعية وعلى تراجع الحس الوطني في الشارع الفلسطيني نتيجة لعوامل عدة، والتقينا بشكل عفوي وتلقائي خلال تنظيم فعالية راس السنة الفلسطينية». وجاءت فكرة «شباب بنحب البلد» من مجموعة شباب تجمعهم المبادئ ذاتها، ودفاعهم عن القضية الفلسطينية، ومستاؤون من حالة اللاحرب واللاسلم التي يعيشونها. وقال عبيدات: «التقينا مصادفة ووجدنا أنفسنا مجتمعين ليلة راس السنة، فأحببنا أن نكمل تحركاتنا «ع نفس النهج»، وهو التصدي لكل ما يمس بالمبادئ والثوابت الوطنية الفلسطينية». ويرى الشباب أن تجمعهم «جاء وسط حالة من الترهل في المشهد الفلسطيني على مختلف المستويات، وحال من الإحباط سادت الشارع الفلسطيني، وما صاحبها وقابلها من تسلل التطبيع مع الاحتلال إلى كل مجالات الحياة، وإمعان الاحتلال في تهويد القدس والضفة الغربية، وإمعان مستوطنيه في استباحة المنازل والقرى والازقة». وحملت ليلة راس السنة الفلسطينية العديد من الرسائل السياسية والاجتماعية على الصعيدين الداخلي والخارجي، وعلى رأسها رفض التمويل الأجنبي وإقامة الحدث بجهد فلسطيني خاص، والاعتماد على مساهمات الشباب والناس المشاركين. وحول ما يميز «شباب بنحب البلد» عن غيرها من التجمعات الشبابية الفلسطينية، قال عبيدات: «ما يميز «تأسيسها كان عفوياً وتلقائياً، ولا تنتمي إلا لفلسطين، بمعنى انها حركة غير مؤطرة حزبياً، كما أن أعضاءها من الجنسين يؤمنون ب»فلسطين من المية للمية»، أي فلسطين التاريخية». ويضيف: «ما نعمل عليه هو تفعيل الحس الوطني في صفوف الشباب بالتحديد ومجمل الشارع الفلسطيني، باعتبار هذا الحس هو الداعم الوحيد والأرضية الخصبة لأي تحرك ثوري. الهدف الأساسي ل «شباب بنحب البلد»، هو رفع سقف المطالب واعادة الروح الى هذه القضية التي أنهكتها سنوات طويلة من التدجين وذلك عن طريق التواصل ثقافياً واجتماعياً في حال تعذر التواصل الجغرافي». وعبيدات، الذي برز ك «مكوك» في فعاليات التضامن مع الأسرى، وبات صوته علامة فارقة في ميادين رام الله، يبدو متفائلاً: «سنكون متواجدين في فلسطين ومخيمات الشتات، بكلمتنا وبريشة فنانينا، وأغاني مطربينا وعدسة مصورينا، وبوجودنا على أرض الميدان. سنسقط الحواجز ونهز الجدار، لنعيد التأكيد على ثوابتنا الوطنية، ونطوي صفحة طويلة من سنوات الانبطاح، ونحن الان على الطريق الصحيح».