شكّكت مصادر مصرية موثوقة في صحة أنباء عن عزم إسرائيل شن حرب جديدة على غزة، رافضة الربط بين زيادة موازنة وزارة الدفاع الإسرائيلية والتحضير لحرب مقبلة على القطاع. وقالت المصادر ل «الحياة» إن إسرائيل تتعامل مع قطاع غزة وفق إطار واتفاق غير مكتوب يرتكز إلى التصعيد المتبادل، بمعنى أنه كلما جرى تصعيد من غزة، فإن إسرائيل سترد عسكرياً من جانبها في شكل متزامن ومتبادل. وأضافت: «أن الإسرائيليين يتعاملون مع قطاع غزة وفق هذه القاعدة»، لافتة إلى أن مصر على تواصل مستمر مع الجانب الإسرائيلي، وكذلك مع كل من حركتي «حماس» و «الجهاد الإسلامي» من أجل تثبيت التهدئة لاحتواء أي توتر ومنع حدوث أي تصعيد غير محسوب. ورأت المصادر أن من الطبيعي أن ترفع إسرائيل من موازنة وزارة الدفاع، وقالت: «كل الجبهات المحيطة بإسرائيل يشهد عدم استقرار سياسي... وهذا الوضع قطعاً غير مريح لإسرائيل. لذلك، فإن رفع موازنة وزارة الدفاع أمر طبيعي لدولة دائرة أمنها القومي تشهد عدم استقرار (الحدود مع مصر وسورية)، إضافة إلى الوضع الإقليمي (إيران) الذي لا يزال يشكل عامل قلق كبير لإسرائيل». على صعيد آخر، قالت مصادر مقربة من «حماس» إن قرار الحركة بمغادرة سورية مرهون فقط بالوضع الأمني، موضحة أنه إذا ساءت الظروف الأمنية لدرجة كبيرة جداً تنذر بأخطار قد تهدد قيادات «حماس»، فإنها ستغادر سورية، مرجحة أن يغادر رئيس المكتب السياسي خالد مشعل إلى قطر ومعه قيادات تتمتع بالجنسية القطرية، مثل أعضاء المكتب السياسي محمد نصر وعزت الرشق وسامي خاطر. ولفتت إلى أن قيادات في «حماس» قد يغادرون إلى غزة على رغم تحفظ بعضهم نظراً إلى الظروف الأمنية وخشية استهدافهم من الجانب الإسرائيلي. وعلى صعيد ما يتردد من إمكان أن يستقبل الأردن بعض قيادات «حماس»، أجابت: «إن الأردن فعلاًَ استقبل أسراً لقيادات حماس على رأسها أسرة مشعل»، مضيفة: «لكن استقبال الأردن قيادات حمساوية للإقامة على أراضيه وممارسة نشاط سياسي فيها أمر مستبعد». وقالت إن علاقة الأردن مع «حماس» أصبحت الآن طبيعية، مشيرة إلى لقاءات جرت بين كوادر بارزة في الحركة في الأردن ومسؤولين حكوميين. وتابعت: «إن محمد نزال مقيم في الأردن وعقد لقاءات عدة مع مسؤولين أردنيين، لكن هذا لا يعني قبول الأردن حماس بأكثر من مجرد علاقات طبيعية». ولفتت إلى أن «الأردن مرتبط باتفاقات مع إسرائيل لا تمكنه من الانفتاح التام على حماس... إضافة إلى أنه ليس معنياً بإقامة علاقة طبيعية فقط مع حماس... وهو لا يعيد التجربة السابقة عندما كانت للحركة مكاتب في الأردن». وعزت إرجاء زيارة مشعل العاصمة الأردنية ولقائه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، إلى أسباب إجرائية فقط، وليس سياسية، مشيرة إلى أن الزيارة كان مخططاً لها أن تكون برفقة مسؤول قطري، وأُرجئت لأسباب قطرية، ثم لأسباب تتعلق بالأردن، ثم وجدت «حماس» أن هذه الصيغة من زيارة مشعل الأردن غير مناسبة.