علمت «الحياة» أن رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل والوفد المرافق له الذي يضم نائبه موسى ابو مرزوق وقيادات في الحركة، سيستقبلون في مطار القاهرة الأسرى المبعدين عقب تحريرهم، وسيرافقونهم على متن طائرة خاصة أرسلتها دولة قطر خصيصاً لنقل الأسرى المبعدين الى البلدان التي ستستضيفهم. ورجحت مصادر فلسطينية مطلعة أن تكون دمشق هي المحطة الأولى التي ستتوقف فيها طائرة المبعدين ليتم الاحتفال بهم هناك قبل توزيعهم على البلدان التي ستستقبلهم، علماً أن قطر وتركيا أعدتا استقبالاً احتفالياً للأسرى المبعدين فور وصولهم. يذكر أن إسرائيل اشترطت أن يغادر المبعدون الاراضي الفلسطينية فور الافراج عنهم، وطالبت بعدم مكوثهم في مصر خشية أن يذهبوا الى قطاع غزة، لذلك أعدت السلطات المصرية 43 جواز سفر أصدرتها السفارة الفلسطينية في القاهرة بأسماء الأسرى المبعدين. وأوضحت المصادر أن أعداد الأسرى الذين سيعودون الى منازلهم في الضفة الغربية يبلغ 111 أسراً، بينما عدد الأسرى من ابناء الضفة الذين سيبعدون الى قطاع غزة هو 163، وأن عدد الأسرى من ابناء قطاع غزة الذين سيعودون الى منازلهم في غزة هو 131، لافتة الى انه تم خروج ثمانية باصات من قطاع غزة اليوم متوجهة الى اسرائيل تحت اشراف الصليب الأحمر لنقل الاسرى من السجون الى معبر العوجة حيث سيتسلمهم المصريون من الصليب الأحمر ثم ينقلون الى معبر رفح لدخول غزة. كما تحركت 3 باصات لنقل الاسرى الذين سيعودون الى الضفة. وعن الاسرى المبعدين، قالت المصادر انه بعد أن يتسلمهم الجانب المصري من الصليب الاحمر على معبر العوجة سينقلهم باص الى مطار العريش بطائرة تقلهم الى القاهرة. ولفتت الى ان الأسيرة أحلام التميمي ستتوجه الى عمان عقب اطلاقها اذ أنها تحمل الجنسية الاردنية وأسرتها تقطن هناك. وعلمت «الحياة» أن معظم الأسرى الذين سيطلقون الى الضفة، سيخضعون الى اجراءات أمنية. في هذا الصدد، قال القيادي البارز في حركة «حماس» محمود الزهار ل «الحياة» ان «بعض الحالات (من هؤلاء الأسرى) سيتخذ في حقه إجراءات أمنية في الضفه كإجراء احترازي»، مشيراً الى أن هناك من ستحدد إقامته داخل محافظته التي يقيم فيها. وعلى صعيد الإستياء الذي أبداه أسر المعتقلين الذين لم يتم الإفراج عنهم، أوضح أنه تلقى إتصالاً هاتفياً من زوجة القيادي البارز الأسير عبدالله البرغوثي المحكوم عليه ب 67 مؤبداً ورفضت اسرائيل الافراج عنه ضمن صفقة التبادل، وقال: «البرغوثي أبدت تفهماً لعدم إطلاق زوجها (...) رغم أنها كانت طبعاً تتمنى لو كان من بين الأسرى الذين سيفرج عنهم»، مضيفاً: «طلبت منا المساعدة في العمل على تحسين ظروف السجون والسعي من أجل السماح باستئناف الزيارات كي تتمكن من زيارة زوجها». وكشف عن وجود قنوات اتصال بين حركة «حماس» ودوائر دولية في الأممالمتحدة من أجل العمل على رفع الحصار عن قطاع غزة، نافياً أن تكون صفقة التبادل تضمنت ذلك. وعلمت «الحياة» أن الصليب الأحمر حصر الأسرى الذين سيطلقون وتأكد من أسمائهم وهويتهم من خلال مطابقة صورهم الشخصية. مصر تعمل لإطلاق باقي الاسيرات وعلى صعيد الأسيرات الخمسة اللاتي لم يتم إطلاقهن على رغم أن الصفقة تتضمن إطلاق جميع الأسيرات في المعتقلات الاسرائيلية، قال مصدر مصري موثوق به: «إن الإسرائيليين لم يبلغونا بأسماء هؤلاء الأسيرات، وكذلك المنظمات والجهات المنوطة بالمعتقلين وحقوق الانسان»، مشيراً الى انه اتضح أن هؤلاء الأسيرات موقوفات وأنهن قيد التحقيق ولسن في السجن»، مشيراً الى ان ثلاث أسيرات من التسعة هن من فلسطينيي الداخل (مناطق ال 1948)، لافتاً إلى أن مصر ستبذل مساعيها كافة من أجل الإفراج عنهن. مشعل الى عمان بعد غد في سياق آخر، رجحت مصادر مصرية فلسطينية متطابقة أن يتوجه مشعل الى عمان بعد غد على رأس وفد من «حماس»، وذلك بوساطة قامت بها قطر من أجل تلطيف الأجواء بين المملكة الاردنية والحركة. وبينما أكدت مصادر أن وفد «حماس» برئاسة مشعل سيصل بعد غد الى عمان بصحبة امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، قالت مصادر أخرى ل «الحياة» إن وفد «حماس» برئاسة مشعل سيتوجه الى عمان الخميس بمفرده لكن بوساطة دولة قطر. وقالت مصادر فلسطينية ل «الحياة» إن العلاقات بين الاردن والحركة لم تكن على وفاق، لكن أمير قطر قام باتصالات وبذل مساعي لدى العاهل الاردني شخصياً من أجل تحسين العلاقات. ورأت أن الأردن هو أحد البدائل التي تتطلع اليها «حماس» في ظل الوضع الحالي، في اشارة الى الظروف الاستثنائية التي تمر بها سورية، مقر اقامة الحركة، متوقعة أن المحادثات بين «حماس» والمسؤولين الاردنيين ستتناول عودة بعض عناصر الحركة ممن يحملون الجنسية الاردنية للاقامة في الاردن. ولفتت الى انه من المبكر الحديث عن عودة الحركة لممارسة نشاطها او فتح مقار ومكاتب لها في الاردن، مضيفة: «ربما تتطلب الموافقة على اقامة كوادر الحركة ممن يحملون الجنسية الأردنية هناك أن يتعهدوا عدم ممارسة نشاط سياسي هناك». يذكر أن مشعل يحمل جواز سفر قطرياً وان اسرته تتمتع بالجنسية الأردنية، إضافة الى أن العلاقات القطرية – الأردنية شهدت اخيراً تطوراً ايجابياً انعكس على العلاقات الاقتصادية بين البلدين، فهناك مشاريع واستثمارات قطرية داعمة اقميت اخيراً في الأردن. الى ذلك، قال مصدر مصري مطلع على مفاوضات صفقة تبادل الاسرى إن اتفاق التبادل تضمن تحسين أوضاع الأسرى الفلسطينيين وإنهاء الإجراءات الإستثنائية المطبقة ضدهم في السجون الإسرائيلية في أعقاب أسر شاليت. وأضاف أن الإتفاق الذي تم التوصل إليه بجهود ومشاركة مصرية للإفراج عن أكثر من ألف أسير وأسيرة فلسطينية تضمن أيضاً إنهاء العزل للأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية.