نيويورك - أ ف ب – لم يعد مسبتعداً إدراج موقع «فايسبوك» هذه السنة، أسهمه في البورصة في إحدى أكبر العمليات، وفي خطوة تؤكد أن الشركة التي انطلقت من غرفة للطلاب، تمكّنت في خلال ثماني سنوات من التربع على عرش التكنولوجيا. واعتبر المحلل لدى شركة البحوث «فورستر ريسرتش» جون برنوف، أن هذا الحدث المالي «سيكون الأكبر في عالم التكنولوجيا المتقدمة في السنة الجديدة». ولفت إلى أنه «سيشكل أيضاً إحدى أكبر عمليات طرح أسهم في البورصة شهدها التاريخ، وستحلّ في المرتبة السادسة في الولاياتالمتحدة (بعد «فيزا» و «جنرال موتورز») وفي المرتبة 15 عالمياً، بحسب شركة الأبحاث «رونيسانس كابيتال» المختصة في هذا المجال». وتوقع نِك إينهورن أحد المحللين في هذه الشركة، «إيداع الملف في الربع الأول من السنة، وبدء التسعير بين الربعين الثاني والرابع»، محذراً من «صعوبة تخمين قيمة أسهم الشركة كما كانت حال شركات اقتصاد إلكتروني كثيرة طرحت أسهمها في السوق عام 2011 الماضي، إذ استخفت المصارف بالموقع الاجتماعي المهني «لينكد إن»، فيما بالغت في تقدير أسهم موقع الألعاب «زينغا». وأكد أن «فايسبوك» هي «شركة في طور النمو، ودعمت أسسها وسيعترف المستثمرون بذلك». وتتربع «فايسبوك» التي يديرها أحد مؤسسيها مارك زوكربرغ (27 عاماً) على عرش مواقع التواصل الاجتماعي، وتضم 800 مليون مستخدم في العالم. ويسود إجماع حالياً على أن عملية الإدراج تقدّر بعشرة بلايين دولار، أي أن قيمة الشركة تبلغ 100 بليون دولار ما يضعها على قدم المساواة مع عملاق الوجبات السريعة «ماكدونالدز»، وشركتي «آبل» (376 بليون دولار)، و «غوغل» (209 بلايين). ولا يخفي مارك زوكربرغ نيته طرح أسهم «فايسبوك» في البورصة، وهي عملية لا غنى عنها في ظل تفتت رأس المال، نتيجة طرح الموظفين والمستثمرين تكراراً حصصهم في أسواق ثانوية. وكان زوكربرغ وعد «مستثمرينا وموظفينا ضمناً باقتراب ساعة تقويم حصصهم في البورصة، وهي آتية لا محال». ورأى برنوف، أن العملية «ترمي إلى تعزيز احترام المجموعة ومقارنتها بعملاقة القطاع الأخرى أكثر مما تهدف إلى جمع الأموال». وأوضح أن «فايسبوك» راغبة في أن «تؤخذ على محمل الجد مثل الشركات التي تخضع بياناتها المالية للتدقيق». واستبعد أن «يقلب إدراج الشركة في البورصة وضعها، ويتوقع توسيع نشاطاتها في شكل كبير هذه السنة، مع استحداث «آلاف» الوظائف الجديدة». وأكد أن مارك زوكربغ «سيستمر في إدارة الشركة بعد أربع سنوات مثل بيل غيتس وشركة «مايكروسوفت».