كشفت مصادر في «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» ل «الحياة» وجود «برودة» في العلاقات ناجمة عن «خلافات» بين الجبهة وممثلها في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية نائب أمينها العام عبد الرحيم ملوح وبين الرئيس محمود عباس. وقالت المصادر إن «الخلافات بين ملوح وعباس وصلت الى حد أن استثنى الأخير الأول من تشكيلة الوفد الذي يرافقه عادة في زياراته المختلفة»، خصوصاً الى الدول العربية، ومن بينها سورية. وأضافت أنه «نجم عن هذه البرودة والخلافات تعطيل مصالح الجبهة وأنصارها في مؤسسات السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير». وأشارت الى أن «الخلافات تتناول عدداً من القضايا ذات الطابع السياسي، أو الداخلي، أو التنظيمي، ومنها ما يتعلق بمنظمة التحرير نفسها». وأشارت الى ان «الخلافات السياسية واضحة بين الطرفين، وأن الجبهة تطالب عباس باستمرار وقف المفاوضات العبثية مع اسرائيل، فضلاً عن موقفها من عملية التسوية برمتها، في حين لا يعير هو هذا الموقف أي اهتمام». وقالت إن «ملوح يوجه عادة انتقادات لاذعة لأداء السلطة وعباس والأجهزة الأمنية وسلوكها في التعامل مع الأحداث الداخلية، وذلك خلال اجتماعات اللجنة التنفيذية للمنظمة». وأضافت أن «ملوح انتقد ارسال عباس رسالة سياسية الى (الرئيس باراك) أوباما تضمنت موقف المنظمة من عملية السلام والتسوية الجارية، من دون حتى مجرد عرضها على أعضاء اللجنة أو استشارتهم فيها قبل ارسالها، ما أثار غضب ملوح الذي أكد ضرورة التوافق عليها بين أعضاء اللجنة قبل عرضها على أي جهة كانت»، في اشارة الى سياسة التفرد في اتخاذ القرار من جانب عباس. ولفتت الى أن «من بين الأسباب اصرار فتح وعباس على صيغة الحوار الثنائي والمحاصصة مع حماس، والقوة الأمنية المشتركة المقترحة للعمل في القطاع، واللجنة التنسيقية المقترحة للتنسيق بين الحكومتين في الضفة الغربية وقطاع غزة التي تكرس الانقسام ولا تنهيه». وأشارت الى أن «هناك خلافات تتعلق بإعادة تفعيل وبناء منظمة التحرير الفلسطينية»، موضحة أن «ملوح قدم مذكرة لإصلاح المنظمة منذ اشهر طويلة لمناقشتها في اللجنة التنفيذية، الا أن عباس يرفض ادراجها على جدول أعمال اللجنة، على رغم مطالبته بإدراجها ومناقشتها في كل اجتماع للجنة تقريباً، من دون جدوى». وأكدت أن «ملوح طالب ايضاً مراراً وتكراراً بتوزيع محضر رسمي لاجتماعات اللجنة التنفيذية على أعضائها، فضلاً عن رفضه التصريح باسم اللجنة من عضوها ياسر عبد ربه».