كشف مدير أحد المجمعات السكنية في الخبر باسم ناجي، عن تشديد الإجراءات الأمنية التي فرضتها الشركات المشرفة على المجمعات، من خلال صيانة الكاميرات الرقابية، وزيادة عدد رجال الأمن فيها، والاستعانة بخبراء متخصصين إذا تطلب الأمر، ضمن إجراءات احترازية. وأوضح ناجي في حديث إلى «الحياة» أنه «لا يمكن وصف الإجراءات الأمنية المشددة على المجمعات السكنية بأنها تأهب لأي عمل إرهابي، وإنما مجرد إجراءات احترازية وأمنية إضافية بعد التطورات الأخيرة ومحاولات التسلل إلى المملكة، إضافة إلى ما يقرأه المحللون السياسيون من الواقع الذي ربما يترجم أحداثاً لا تحمد عقباها». وقال: «إننا نعمل بصورة مستمرة على فرض إجراءات أمنية مشددة على المجمعات السكنية، وبخاصة أن بعض هذه المجمعات كانت هدفاً في الأعوام الماضية من الجماعات الإرهابية، مثل تلك التي استهدفت مجمع المحيا في الرياض، أو الخبر عام 2005، لذا فإن العاملين في المجمعات السكنية حريصون على توفير الأمن بصورة مستمرة لأنه أمر واجب ولا يمكن التهاون فيه». وأضاف: «لا يمكن أن ننكر أننا خلال اليومين الماضيين قمنا بتزويد المجمعات التي نشرف عليها في الجبيلوالخبر، بعناصر بشرية وكاميرات مراقبة على مداخل المجمعات السكنية، وصيانة بعضها من باب الحيطة والحذر ليس أكثر». من جانبه، أكد الخبير في شؤون الإرهاب الدكتور أحمد الخريف ل«الحياة»، أن الربط بين الأحداث التي وقعت أخيراً، وأخذ الحيطة والحذر من تسلل عناصر من الفئة الضالة إلى المملكة، أمر طبيعي لأن المملكة حريصة على رعاياها وعلى رعاية الدول الأخرى فوق أراضيها. وأشار إلى أن قراءة الأحداث الإرهابية التي حدثت في 2005 سواء أكانت أحداث المباركية أم تفجيرات مجمع سكني في الخبر، تظهر أن غياب الرقابة الأمنية المشددة كانت سبباً لتسلل الإرهابيين إلى المنازل داخل المجمع واحتجاز أطفال ونساء، علماً أن عدد ضحايا العمليات التي استهدفت مجمعات سكنية في المملكة خلال ما يزيد على 10 أعوام وصل إلى 101 قتيل غالبيتهم من العرب والمسلمين. وقال: «إن المجمعات التي استهدفت آنذاك كانت تحوي بوابات كثيرة في جانبيها، في حين لا تستعمل إلا بوابة واحدة أو اثنتين، ما جعل عملية اقتحامها سهلة لتعدد خيارات الدخول، إضافة إلى أن المنطقة المجاورة كانت عبارة عن أرض فضاء يمكن التوقف فيها ورصد المجمع لفترات طويلة والتعرف عليه عن قرب، إضافة إلى أن بناء العديد من المساكن داخل المجمع بالقرب من السور أدى إلى تعرضها لقوة الانفجار ما تسبب في انهيار بعضها على ساكنيها». وشدد الخريف على أن جميع ما أشار إليه تم تفاديه في الأعوام الماضية من خلال إعادة تصاميم بعض المجمعات، فتكتيك الإرهابيين عادة يرفع من الضحايا، إلا أن فطنة رجال الأمن السعودي، وتكثيف الإجراءات الأمنية، وفرض رقابة مشددة بواسطة استراتيجيات أمنية حديثة، اختلف كثيراً عن الأعوام الماضية. وأكد أن المنطقة الشرقية هي العاصمة الصناعية في المملكة، وزيادة الإجراءات الأمنية فيها وبخاصة في الأماكن الاستراتيجية أمر ضروري، وخلال اليومين الماضيين لوحظ انتشار دوريات أمنية على مداخل ومخارج المنطقة حتى في وقت الإفطار، الذي يحاول المتسللون استغلاله.