طهران – أ ب، رويترز، أ ف ب – في قرار مفاجئ، أرجأت إيران أمس إطلاق صواريخ بعيدة المدى، خلال مناورات بحرية تنفّذها شرق مضيق هرمز، مشيرة إلى أنها تدرس خططاً لاحتمال إغلاق المضيق، تتضمن «جوانب جديدة». تزامن ذلك مع دعوة طهران الدول الست المعنية بملفها النووي، إلى استئناف الحوار «من أجل التعاون»، ملوّحة في الوقت ذاته بأنها «ستردّ الصاع صاعين» على أي معتدٍ، فيما أبدى الاتحاد الأوروبي استعداده لإجراء «مناقشات مجدية، من دون شروط إيرانية مسبقة». وكانت وسائل إعلام في طهران أوردت أن البحرية الإيرانية أطلقت خلال «مرحلة القوة»، الأخيرة من مناورات «الولاية 90»، «صواريخ بعيدة وقصيرة المدى، على أهداف محددة لعدو وهمي في الخليج». لكن الأميرال محمود موسوي، نائب قائد البحرية الإيرانية، الناطق باسم المناورات، نفى ذلك، مشيراً إلى «تعديل في الجدول». وقال: «تدريبات إطلاق صواريخ قصيرة وبعيدة المدى، ستُنفذ في الأيام المقبلة». وأعلن أن إيران «ستختبر للمرة الأولى، صاروخ بحر – جو متوسط المدى، ينطلق من العوامات»، لافتاً الى أنه «قادر على صدّ أي تهديد جوي تتعرّض له قطعنا البحرية». في الوقت ذاته، شدد قائد البحرية الأميرال حبيب الله سيّاري على أن قواته «لا تنوي انتهاك المياه الإقليمية لأي بلد، لكنها تنوي توسيع وجودها في المياه الدولية، في إطار القانون الدولي». وتابع أن المدمرة «جماران» ستنفذ مستقبلاً «مهمة في المحيط الأطلسي». وبعد تهديد طهران بإغلاق مضيق هرمز، إذا فُرض حظر على صادراتها النفطية، قال الجنرال مسعود جزائري، نائب رئيس الأركان الإيراني، إن «المسألة نوقشت خلال السنوات الخمس الماضية، وتدرس طهران الآن خططاً تتضمن جوانب جديدة، ونفضّل الامتناع عن الحديث عنها الآن». كما حذّر وزير النفط رستم قاسمي من أن «العقوبات على النفط الإيراني، سترفع سعر البترول إلى 200 دولار على الأقل» للبرميل. في غضون ذلك، أعلن سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني سعيد جليلي أن حكومته «دعت رسمياً» الدول الست المعنية بملفها النووي (الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا)، إلى «العودة إلى مسار الحوار والمفاوضات، من أجل التعاون». لكنه أشار إلى أن «إيران تتلقى رسائل متناقضة من الاتحاد الأوروبي»، معتبراً ذلك «مؤشراً إلى المشاكل والخلافات الداخلية الحادة» بين دول الاتحاد. وحذر جليلي «المعتدين» من أن «إيران ستردّ الصاع صاعين، وستجعلهم يندمون»، ورأى أن «توازن القوى في المنطقة يتغيّر على حساب الكيان الصهيوني والولايات المتحدة»، مشدداً على أن «إيران في ذروة قوتها». تصريح سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي أتى بعد ساعات على إعلان السفير الإيراني في برلين علي رضا شيخ عطار، أن جليلي «سيوجّه قريباً رسالة» إلى وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون «في شأن شكل المفاوضات، ثم يُحدد موعداً لمحادثات جديدة مع القوى الكبرى». في بروكسيل، أعلن ناطق باسم آشتون أنها وجّهت رسالة إلى جليلي في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، لكنها لم تتلقَ رداً. وزاد: «سنواصل نهج المسار المزدوج (الحوار والعقوبات)، ونحن مستعدون لأي مناقشات مجدية في شأن تدابير لبناء الثقة، من دون شروط مسبقة من الإيرانيين».