أكد أعضاء في المجلس الاستشاري الذي شكله المجلس العسكري الحاكم في مصر أنهم سيناقشون «قواعد» اختيار أعضاء لجنة المئة المنوط بها وضع الدستور الجديد للبلاد، وهو أمر ترفضه جماعة «الإخوان المسلمين» الفائزة بأكبر عدد من مقاعد المرحلتين الأولى والثانية في انتخابات مجلس الشعب (الغرفة الأولى في البرلمان) وتصر على أن تشكيل اللجنة من مهمات البرلمان، وفق استفتاء شعبي في آذار (مارس) الماضي. واجتمع المجلس الاستشاري أمس مع وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم لمناقشة الوضع الأمني في البلاد. وقال عضو المجلس رئيس حزب «النور» السلفي عماد عبدالغفور ل «الحياة» إن المجلس «سيستمر في مناقشة ترتيبات نقل السلطة إلى المدنيين وقانون انتخاب رئيس الجمهورية». وأوضح أن «المجلس سيتطرق في نقاشاته إلى مواصفات أعضاء لجنة المئة المنوط بها وضع الدستور الجديد»، موضحاً أن «اختيار اللجنة منوط بأعضاء البرلمان المنتخبين التزاماً بنص الإعلان الدستوري، لكن المجلس سيؤكد ضرورة تمثيلهم لمختلف طوائف الشعب وكل تياراته حتى يشعر الكل بمشاركته في صياغة الدستور». وأعرب عن اعتقاده بأن حزب «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان»، لن يرفض ذلك، «خصوصاً أن قادته يؤكدون أن الدستور يجب أن يكون توافقياً». ورفض إلغاء انتخابات مجلس الشورى (الغرفة الثانية في البرلمان)، قائلاً انه «سيصطدم بكثير من المحاذير الدستورية، إذ نص الإعلان الدستوري على تشكيل لجنة المئة من الأعضاء المنتخبين في مجلسي الشعب والشورى، فضلاً عن أن طرح مرشح لرئاسة الجمهورية يستوجب موافقة 30 من أعضاء المجلسين، أو تمثيل الحزب بعضو واحد في أي من المجلسين». وقالت عضو المجلس الاستشاري الدكتورة منى مكرم عبيد إن «المجلس ناقش وزير الداخلية في كيفية إعادة الثقة بين الشرطة والمتظاهرين». وأكدت «ضرورة وقف العنف ووقف إحالة المدنيين على المحاكمات العسكرية»، مشيرة إلى أنه «رغم التحسن الملحوظ في الفترة الأخيرة لكنه غير كافٍ». وقالت ل «الحياة» إن «المجلس سيناقش أيضاً قواعد تشكيل اللجنة التأسيسية التي سينتخبها البرلمان بغرفتيه (الشعب والشوري) وسيخول لها وضع الدستور حتى تكون ممثلة من أطياف المجتمع كافة، قبل عرض ما سيقترحه المجلس للنقاش العام على القوى السياسية». وشددت على «ضرورة التوافق حتى نخرج بالبلاد من أزمتها». في غضون ذلك، زارت سوزان ثابت زوجة الرئيس المخلوع حسني مبارك أمس ابنيها جمال وعلاء داخل محبسهما في سجن المزرعة في منطقة سجون طرة (جنوبالقاهرة)، ترافقها زوجتاهما خديجة الجمال وهايدي راسخ، إضافة إلى رجل الأعمال محمود الجمال صهر جمال مبارك. وجاءت الزيارة عشية مثول مبارك الذي يقبع للعلاج في «المركز الطبي العالمي» التابع للجيش ونجليه أمام المحكمة بتهم تتعلق بقتل المتظاهرين والفساد بعد توقف دام شهرين. وأفيد بأن سوزان مبارك سلمت لعلاء وجمال خلال الزيارة ثلاث حقائب مليئة بملابس الحبس الاحتياطي البيضاء والأطعمة والمشروبات. وحرصت على الانفراد بنجليها لبعض الوقت خلال الزيارة للوقوف على آخر تطورات موقفهما القانوني من التهم الموجهة إليهما قبيل استئناف محاكمتهما.