دشنت جامعة الدمام جهازاً عالي التقنية، لعلاج سرطان الثدي، في مستشفي الملك فهد الجامعي في الخبر. ويُعد العلاج الجراحي الإشعاعي آخر ما توصل له العلم في المجال التقني لعلاج سرطان الثدي. فيما تُعتبر الجامعة أول مركز في المنطقة يقدم هذه النوعية من التقنية، التي تمكنت من علاج أول حالتي سرطان الثدي في المستشفي، بإشراف أطباء وأكاديميين ذوي خبرات في سرطان الثدي، وفريق طبي من الجامعة، بمشاركة الدكتور محمد كشتجار أستاذ الأورام الجراحية من كلية لندن الجامعية، المعروف بريادته في تقديم هذا العلاج، وإدخاله إلى مستشفيات أوروبا، وفريق من مستشفي الملك فهد التخصصي في الدمام. وأوضحت رئيسة وحدة جراحة الثدي الدكتورة مها عبد الهادي، أن «عيادة الثدي التخصصية في المستشفى تستقبل نحو ألفي حالة من أمراض الثدي المختلفة سنوياً، خمسة في المئة منها تُشخص بسرطان الثدي»، لافتة إلى أن هذه الإحصاءات «مرتفعة نسبياً، وتظهر انتشار هذا السرطان في المنطقة الشرقية، بأعداد تفوق المعدلات في المناطق الأخرى». وأشارت إلى أن الإصابة في سن مبكرة، إضافة إلى عدم وجود مركز حصري متخصص لعلاج أمراض الثدي، على رغم اتساع الرقعة الجغرافية والزيادة في عدد السكان، يدعو إلى الاجتهاد، والسعي لتوفير أفضل سبل العلاج في المستشفى». ويتميز العلاج الجراحي الإشعاعي الذي يحتضنه المستشفى، بتقليص الفترة الزمنية للعلاج في جلسة واحدة، متزامنة أثناء التدخل الجراحي في مدة تتراوح بين 20 إلى 40 دقيقة، ما يجنب المريضة معاناة العلاج الإشعاعي المتعارف عليه، بمدته التي تتراوح بين ثلاثة أسابيع إلى نحو شهر. ويساهم العلاج في تقليل الكلفة العلاجية، وتنعكس النتائج السريعة إيجاباً على صحة المريضة، بدنياً ونفسياً، إضافة إلى تقليل المضاعفات والآثار الجانبية. كما يشجع النساء على الإفادة من حملات الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي، وإمكانية الحفاظ على الثدي بالعلاج الحديث، في حال تدارك المرض مبكراً. وأشاد مدير الجامعة المشرف العام على المستشفى الدكتور عبدالله الربيش، بالتطور العلمي الذي تشهده الجامعة في المجال الطبي، على المستوى العالمي، مؤكداً أن الجامعة «تحظى بكوادر طبية متميزة في جميع المجالات، ما يساعد علي مواكبة التقدم العلمي على المستوى العالمي». واعتبر الربيش، وجود هذا العلاج «إنجازاً كبيراً للجامعة، ويرقى بها إلى أوائل المراكز العالمية المتقدمة في علاج سرطان الثدي، ما يشجع المراكز الأخرى أن تحذو حذوها في تطوير علاج سرطان الثدي. كما إن وجود أكاديميين ذوي خبرات طويلة في سرطان الثدي، مع توافر الإمكانات، يجعل تخصص أمراض الثدي في الدراسات العليا مشجعاً للأطباء والطبيبات السعوديين للعمل في هذا المجال». بدوره، أشاد رئيس قسم الجراحة المشرف على الكراسي العلمية في الجامعة الدكتور عبد المحسن الملحم، بمساهمة البنك الأهلي في إنشاء كرسي متخصص في سرطان الثدي، مبينًا أن الكرسي يهدف إلى «توفير أحدث ما توصل له الطب لعلاج مرضى سرطان الثدي، ودعم الدراسات العليا والتدريب والبحث العلمي في هذا المجال. ويرسخ استراتيجية الجامعة في التعاون مع أطياف المجتمع كافة».