دمشق، نيقوسيا -»الحياة»، أ ف ب ، أ ب - قال سكان وناشطون إن أحياء بابا عمرو والخالدية والبياضة والقصور والوعر وكرم الزيتون في مدينة حمص، إضافة إلى مدينتي تلبيسة والرستن في محافظة حمص تعرضوا لقصف عنيف وملاحقات امنية عبر الشوارع منذ فجر أمس في ظل مساع محمومة من السلطات للقضاء على اية مظاهر للمقاومة من عناصر منشقة عن الجيش تتخذ من هذه الاحياء في حمص مأوى لها. وتحدث الناشطون عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح، فيما حذر «المجلس الوطني السوري» في بيان أمس من «خطر إبادة جماعية وجرائم ضد الانسانية» في حمص. وجاء التصعيد الأمني، فيما يبدأ اليوم وفد المراقبين العرب مهمته في سورية. وقبل توجه الوفد العربي المكون من 100 شخصية إلى دمشق هذا الصباح، من المقرر ان يلتقي الأمين العام للجامعة الدكتور نبيل العربي الذي يطلع الأعضاء على تفاصيل مهمتهم وأهدافها والعقبات المتوقعة وكيفية التعامل معها وآليات التواصل مع فرق المراقبة العربية الموجودة على الأرض، ومع غرفة العمليات الخاصة بالأمانة العامة للجامعة في القاهرة. وكان وفد المقدمة للبعثة برئاسة الأمين العام المساعد في الجامعة السفير سمير سيف اليزل سافر إلى دمشق الخميس الماضي لوضع الإعدادات اللازمة للمراقبين والتنسيق مع الحكومة السورية. وصرح أمين عام المنظمة العربية لحقوق الانسان علاء شلبي والذي رافق وفد المقدمة ل»الحياة» بأن الوفد ناقش التحضيرات اللوجسيتية مع دمشق، وجرت لقاءات عدة مع فريق فني من الخارجية السورية، واصفاً الأجواء بأنها «ايجابية». وأكد شلبي أن الجانب السوري وافق على أفكار وفد المقدمة بشأن آليات العمل وتنسيق التحرك وحماية المراقبين وتسهيلات إدارية أخرى. وقال شلبي إن المراقبين الذين يصلون دمشق اليوم، سينشرون فوراً اعتباراً من مساء اليوم في دمشق، وحمص، وأدلب، وحماة، ودرعا، ثم في مرحلة لاحقة ستصل فرق أخرى بعد أربعة أو خمسة أيام لدعم الفرق الأولى والانتشار في مناطق جديدة هي: دير الزرو، القامشلي، والقطاع الساحلي في طرطوس. وأوضح شلبي أن وفد المقدمة لم يقسم سورية كمحافظات ولكن مراكز انتشار الفرق وضعت لتغطية «الكتل الأكثر سخونة» في المرحلة الأولى والثانية. من ناحيته، دعا «المجلس الوطني السوري» الجامعة العربية امس للتوجه إلى حمص حيث «يحاصر» آلاف الجنود حي بابا عمرو حيث يوجد عشرات المنشقين. وقال المجلس في بيان إن «حي بابا عمرو شهد منذ الصباح حصاراً شديداً وتهديداً خطيراً باقتحام احياء من المدينة بقوة عسكرية تقدر بأربعة آلاف شخص». كما اشار الى «قصف شديد طاول حمص طوال الأيام التي مضت». وحذر من «تهديد حقيقي بارتكاب مجازر وجرائم بحق الانسانية في حمص التي يستغيث اهلها وينذرون بالخطر المحدق بهم ان لم تتحرك الجامعة العربية وترسل مراقبيها الى هناك فوراً». ودعا المجلس الوطني المراقبين العرب الى «التوجه بشكل عاجل وفوري الى حمص والدخول الى الاحياء المحاصرة فورا والقيام بالواجب الذي حضروا من اجله». ووجه رئيس المجلس، برهان غليون، رسالة بمناسبة عيد الميلاد قال فيها إن السوريين: «كسروا حاجز الخوف، ها هي دمشق اليوم تثور وحلب تنتفض وننتظر منهما المزيد». وقال غليون، في رسالة جاءت عبر تسجيل فيديو عرضته الصفحة الرسمية للمجلس الوطني: «إن المجزرة الدموية بحق الشعب الأعزل يجب أن تتوقف بأي طريقة». وبعدما أكد أن المعارضة رحبت بالمبادرة العربية، اتهم النظام بأنه «يعمل لتضليل الجامعة ومراقبيها» وناشد الجامعة «عدم التأخر في دعوة مجلس الأمن لتبني مبادرتها وألا تعطي النظام فرصاً إضافية». جاء ذلك فيما عاش سكان حمص يوماً عصيباً أمس مع شن قوات تابعة للجيش هجمات عنيفة بالمدفعية الثقيلة والرشاشات. وتحدث شهود وناشطون عن سماع اصوات المدفعية منذ الساعات الاولى فجرا. وأعلنت لجان التنسيق المحلية عبر صفحتها على موقع «فايسبوك» سقوط ثمانية قتلى، بينهم ثلاثة أطفال، مشيرة الى ان القتلى سقطوا في حمص، إضافة إلى ثلاثة في دير الزور، وقتيل في بلدة نوى بدرعا. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن مناطق عديدة من حمص وريفها تعرضت لإطلاق نار كثيف برشاشات وأسلحة ثقيلة من قوات الجيش والأمن، وأشارت إلى أن الهجوم استهدف أحياء بابا عمرو والخالدية والبياضة والقصور والوعر وتلبيسة والرستن. وأوضحت أن حيي كرم الزيتون والنازحين تعرضا لقصف عنيف أسفر عن مقتل وإصابة نحو 36، موضحة ان بعض الاصابات في حالة خطيرة، وأكدت أن سيارات الإسعاف تعذر عليها الدخول إلى المنطقة التي تم احراق عشرة منازل فيها.