شدد وزير الاقتصاد التركي ظفر جاغلايان، على جاهزية الشركات التركية واستعدادها للاستثمار في المشاريع العملاقة التي تعتزم السعودية إقامتها خلال الفترة المقبلة، خصوصاً في المدن الاقتصادية والبنى التحتية وفي مجال المقاولات والسكك الحديد، مع الخبرة الكبيرة التي تتميز بها في هذا المجال عالمياً. وقال جاغلايان في كلمة خاطب بها جمعاً من رجال الأعمال السعوديين في جدة أمس،: «يجب أن نتقاسم خبراتنا ونتشارك سوياً، لنا تجارب ناجحة في المناطق الصناعية كما ان بلدنا من اهم البلدان حالياً في مجال المقاولات، إذ تتوزع استثمارات المقاولين الاتراك في 93 بلداً، ويجب أيضاً أن نأخذ حصة مهمة من مشاريع القطارات السعودية لخبرتنا في هذا الجانب، نحن مستعدون لكل هذا». وأوضح الوزير التركي أن حجم التجارة البينية بين البلدين تضاعف خلال التسعة أعوام الماضية بمقدار ثلاثة أضعاف ليبلغ بنهاية العام الحالي ستة بلايين دولار (22.5 بليون ريال)، مرشحاً التبادل التجاري بين اسطنبولوالرياض إلى تجاوز 10 بلايين دولار (37.5 بليون ريال) في العام 2015». وأبدى جاغلايان أسفه على ضعف التبادل التجاري بين الدول الاسلامية، وقال: «ليست في مستوى المأمول، يجب أن نتعاون لتطويرها واغتنام الفرص المتوافرة حالياً، الكعكة تتناقص والذين يأكلونها تتزايد أعداهم يوماً بعد يوم». وأشار إلى أن حال الوهن التي تعيشها الاقتصادات الأوروبية حالياً ووجودها في «غرفة العناية المركزة تتنفس صناعياً»، يمثل فرصة لنهوض اقتصاد الدول الإسلامية وعلى رأسها السعودية وتركيا وتصدرها عالمياً»، مستدركاً بقوله: «خمسة بلدان أوروبية تعاني أزمة حادة حالياً، وتواجه في متاعب في إدارة أزماتها». وتابع: «أوروبا الآن أنفاسها ليست شابة، إنها متعبة جداً من مشكلاتها المالية، الأوروبيون الآن يتجهون لاستثمار أموالهم في تركيا لجاذبية البيئة الاستثمارية لبلدنا وسط الصعوبات التي تعيشها بلدانهم». ولفت جاغلايان إلى أن الأزمة المالية الخانقة التي نشأت في العام 2008 أحدثت انحرافاً في محور العالم، فأصبحت بعدها الصين والبرازيل والهند وروسيا هي الاقتصادات الأولى على مستوى العالم وستستمر خلال العشرة أعوام المقبلة. وزاد: «يجب أن نعي أهمية اقتصاداتنا دولياً، فحجم اقتصاد الرياضواسطنبول مجتمعة يزيد على 700 بليون دولار، والسعودية بلد نفطي واقتصادي مهم عالمياً، كما أن اقتصاد تركيا يحتل المرتبة ال17 من بين اقتصادات العالم والسادسة أوروبياً، ونسبة نموه تزيد على 9,6 في المئة». وذكر وزير الاقتصاد التركي أن هذه الزيارة ليست مجرد اجتماعات ومحاضرات بين الجانبين بل يجب أن تكون بداية لخطوات عملية في القريب العاجل، وقال: «أوجه من هنا النداء الأخير لكي يقوم الجميع بخطوات عملية لتوسعة العمل الاقتصادي المشترك، هذه الزيارة ذات مغزى كبير، وبرفقتي وقد يضم 100 رجل أعمال تركي من كل القطاعات الاقتصادية، إضافة إلى خمسة نواب يمثلون أهم الأحزاب في البرلمان التركي، وغداً سألتقي في الرياض ستة من زملائي الوزراء السعوديين للنهوض بالعمل المشترك بيننا».