افتتح مهرجان "أفينيون" في دورته الثامنة والستين بتأخر يوم واحد، بسبب اضراب للفنانين والتقنيين، بعرض أول لأوبرا "أمير هامبورغ" في ساحة الشرف لقصر البابوات. ويعد مهرجان أفينيون أهم الفعاليات الثقافية الصيفية في فرنسا، وهو يستقطب عشرات الآلاف من الزوار الفرنسيين والأجانب كل سنة. وتنظم الدورة الثامنة والستون منه وسط احتجاجات نقابية، إذ صعّدت النقابة العامة للعاملين في مجال السينما والمسرح معركتها مع السلطات حول التعويضات والتقديمات الممنوحة للعاطلين عن العمل. وبدلاً من تقديم العرض الافتتاحي مساء الجمعة لمسرحية "أمير هامبورغ" للألماني هنريتش فون كلايست (1777-1811)، قُدّم عرض مؤيد لمطالب الفنانين والتقنيين مع شعارات استنكار وأخرى تندد بالوعود المزيفة. ودبت الحركة مجدداً السبت في المهرجان مع الفاعليات الجانبية، مع عروض لفنانين ايمائيين وموسيقيين وبهلوانيين. وانطلق البرنامج الرسمي مع عرض أول لأربع مسرحيات على الأقل من دون تسجيل حوادث، لكنها ترافقت في كل مرة مع تذكير من الفرق العاملة بتأييدها للمطالب. وكان عرض "أمير هامبورغ " الأهم فالمسرحية لم تعرض في مهرجان أفينيون منذ العام 1954. وأوضح العاملون في هذا المهرجان أنهم لا يعتزمون تنفيذ أي إضراب جديد في هذه المرحلة. ويبدو أن خطر إلغاء فعاليات المهرجان بات مستبعداً بعد تصويت 80 في المائة من العاملين فيه ضد إضراب يشمل جميع العروض. يشار إلى أن النقابة العامة للعاملين في مجال السينما والمسرح صعّدت معركتها مع السلطات حول التعويضات والتقديمات الممنوحة للعاطلين عن العمل، داعيةً إلى التوقف عن العمل في شهر تمّوز (يوليو) احتجاجاً على ما تعتبره إجحافاً بحقّهم. وازاء هذا التحرّك، برزت تباينات في أوساط الفنانين الذين تجاذبتهم رغبتان متعارضتان، مواصلة الضغط على الحكومة لرفع التعويضات من جهة، والخوف على موسم يُعتبر أساسيا لقطاعهم من جهة اخرى، على اعتبار أن تشديد النظام المطبّق على الميوامين في هذا المجال، أدّى في العام 2003 إلى إلغاء مهرجاني "أفينيون" و"إكس آن بروفانس".