وصفت التشكيلية السعودية فاطمة الشهري ساحة التشكيل السعودي بالمحبطة ولم تجد حرجاً من التصريح بأن حال هذا الفن «لم يعجبها»، مؤكدة أن منجزاته «لا تلقى أي اهتمام سواء من وزارة الثقافة والإعلام أم من جمعيات الثقافة والفنون وأن الحراك التشكيلي الموجود الآن في الساحة «لا يعدو اجتهادات شخصية من الفنانين أنفسهم». التشكيلية «الأبهاوية» المتأثرة بجبال مدينتها وتراثها ومبانيها وألوانها، مزجت ذلك كله في أعمال جمعت بين التجريد والواقع، والشكل مع التلاشي؛ وقدمت لوحات تنضح بتجربتها ورؤيتها الخاصة إلى مفهوم اللون عندها والشكل الذي يعبر عن الواقع بطريقته الخاصة، فإلى تفاصيل الحوار: في بداية حديثنا نود أن نسلط الضوء على بدايتك في عالم التشكيل؟ - بداياتي في الرسم كانت من أيام دراستي الابتدائية؛ إذ لاحظ جميع من حولي في المنزل، أو على مقاعد الدراسة أنني أملك الموهبة والدقة في الرسم، مما دعاني إلى أن أحلم فعلاً لأصبح فنانة تشكيلية، والحمد لله كان لي ذلك. لماذا ترسمين؟ - أرسم حتى أعبر عن داخلي الذي يكتنفه الحزن والفرح في آن واحد، وأضع إحساسي على مساحة بيضاء، وأغدو بين الحاكم والمحكوم، بين الناقد والمشاهد ونفسي الفنانة. كيف تحددين دوافع وبدايات ومسارات تجربتك الفنية؟ - بدأت بأسلوب خاص يختلف عن غيري باقتران الثقافة والحداثة، وقناعتي أن أطبق أحاسيسي بشكل لوحة فنية تشكيلية على أن تكون فكرة تجمع بين الواقع والخيال والثورة والمجتمع. ما هي ملامح رؤيتك الفنية والرؤى الإشكالية وآفاقك في البعد الآخر والتي تحاكينها فنياً؟ - في أعمالي تجدين القرب من الحياة والسلوك اليومي، محاولة مني أن أجد علاجاً لبعض معاناتنا، ومشكلاتنا اليومية التي باتت جزءاً منا، وأحياناً لا أجد إلا التعبير بالرسم لعله ينسينا بعض الهموم والحزن الذي يمر بالأمة الإسلامية والعربية في هذا القرن. كيف ترين الساحة التشكيلية؟ وهل أسهمت الجمعية السعودية للفنون التشكيلية في تطويرها؟ - بصراحة الساحة التشكيلية السعودية محبطة جداً، ولا يوجد أي اهتمام سواء من وزارة الثقافة والإعلام، أم من جمعيات الثقافة والفنون. ولا يعدو الحراك التشكيلي الموجود الآن في الساحة إلا اجتهادات شخصية من الفنانين أنفسهم، أما بالنسبة إلى الجمعية السعودية للفنون التشكيلية فأنا لا أرى أي برنامج أو فعالية للجمعية، وللأسف أننا «نسمع جعجعة ولا نرى طحيناً». تنتشر الصالات التشكيلية في مناطق عدة في المملكة ... فهل أدت دورها في دعم الحركة الفنية؟ - لايوجد صالات تشكيلية مفعلة باستثناء «اتيلية جدة»، «وبيت التشكيليين» أما غيرهم فهم في الظل تماماً، وأنشطتهم وبرامجهم لا تضيف للحركة التشكيلية شيئاً يذكر. المشاركات الخارجية للفنانين التشكيليين السعوديين في الأسابيع الثقافية الخارجية لوزارة الثقافة هل تجدينها منصفة وعادلة في الاختيار؟ - للأسف هذه المشاركات تخضع لمبدأ «الشللية» ؛ فكثيراً ما رأينا التكرار في الاختيار، إضافة إلى عدم معرفتنا بآلية محددة لاختيار الفنانين، أو حتى معايير؛ فنفاجأ من وسائل الإعلام المختلفة عن مشاركة الفنانين في هذه الأسابيع. وماذا عن مشاركاتك الفنية؟ - شاركت في معارض عدة تشكيلية جماعية وثنائية واشتركت في مسابقات عدة داخل المملكة وخارجها وحصلت على جوائز محلية وخليجية. ومن أين تستلهمن أفكارك لتنثريها على لوحاتك؟ - أستخدم الرموز والزخارف كثيراً في أعمالي لإيماني أن الموروث الشعبي الزخرفي لابد من أن يكون قاسماً مشتركاً في جميع أعمال الفنان العربي المسلم المتصف بأجمل الصفات وأرقى الأخلاق على مستوى العالم.