صدر العدد ال44 من مجلة الجوبة الثقافية التي تصدر في منطقة الجوف عن مؤسسة عبدالرحمن السديري الخيرية، وتضمّن حواراً مع الفنانة التشكيلية الدكتورة تغريد الجدعاني، قالت فيه: «إن الساحة الفنية العربية والعالمية ستشهد نقلة حديثة ستغير معايير الفن، وتضع مفاهيم جديدة للفنان والمنتج الفني». وفي حوار آخر يحلم الناقد الدكتور مصطفى الضبع بمشروع نقدي يعيد تشكيل خريطة الأدب العربي على أسس علمية. فيما اعتبرت الروائية والكاتبة المصرية مروة متولي في حوارها «الجوفار» استباقاً حدسياً لما حدث من ربيع مصري، إذ وصفت درجة مظاهر التجبر والظلم والقهر التي عرفتها الجوفار، وتنبأت بسقوط هاته الآلة الظالمة ولو على يد أناس هدّتهم أغلال القمع طوال عقود من الزمن. متحدثة عن تجربتها القاسية تلك وعن عوالمها في السرد والنقد. وحوى هذا العدد من المجلة، عدداً من المواد الإبداعية والمقالات والدراسات وقراءات الكتب، كما شمل ملفاً خاصاً عن «اللغة العربية بين تداعيات الحاضر وتحديات المستقبل»، شارك فيه كل من إبراهيم الدهون وهاشم العزام والزبير مهداد وخالد فهمي وسعيد بودبوز ومحمد صالح الشنطي وعبدالناصر هلال وهويدا صالح وغازي الملحم ومحمد جميل وصالح المطيري ومرسي أبوعوف وعبدالله السف. وفي موضوع الملف يؤكد رئيس التحرير إبراهيم الحميد إجماع باحثين عدة على المخاطر الكبيرة التي باتت تهدد اللغة العربية، ف«لا تكاد تقرأ في كتاب أو دورية إلا وتجد همَّ اللغة العربية وانحسار الاهتمام بها، وبروز اللغات الأجنبية.. أحد الاهتمامات الواسعة التي تشغل حيزاً من الهموم التي يتم سكبها على صفحات الكتب والمطبوعات، بل إن هذا الشعور كان بارزاً منذ بدايات القرن الماضي، حينما خلّد حافظ إبراهيم هموم العربية في قصيدته الشهيرة، والسجالات التي شهدها عصره..»، ويتناول ملف اللغة العربية كثيراً من المواضيع، منها «نشأة اللغة العربية وأهميتها، وخصائص العربية بين القديم والحديث، ولغتنا هويتنا كيف نصونها، وفي الطريق إلى النور: أهمية اللغة العربية لفهم القرآن والسنة، واللغة العربية بين العالمية والعلمية، واللغة العربية في عصر العولمة بين إقصاء الأبناء وجحود العلماء، واللغة العربية بين الأخطاء الشائعة وظاهرة الهجين: الأسباب والحلول، واللغة العربية وتحديات العصر، وحرف الضاد.. بين الخلط والتغيير، والشعراء الشباب وخيانة اللغة، والعربية في شبكات التواصل الاجتماعي، ولغة الطفل بين البيت والمدرسة، ومعلمون راسخون في الذاكرة». وفي مجال دراسات ونقد، كتب ل«الجوبة» هشام بنشاوي قراءة نقدية تمثلت في السخرية السوداء في «ألوان العار» لألبير قصيري، ثم كتب الدكتور إبراهيم الدهون في الدلالات الأنثروبولوجية عند شعراء الجوف، تأليف الدكتور عماد الخطيب، والتي تناولت 20 شاعراً من شعراء المنطقة. وفي نوافذ، كتب كل من عبدالغني فوزي في «شعرية العتبة: كيف يلتقي التشكيل والكتابة في بوابة الكتاب»؟، وماجد سليمان عن «مؤهلات الناقد الأدبي»، ومحمد صوانة عن «من شيء يولد شيء»، وفي باب سيرة وإبداع تناولت المجلة سيرة القاص والكاتب السعودي المبدع عبدالرحمن الدرعان، ونشرت نماذج من قصصه، وكذلك من قصص ميادة قداح وشيمة الشمري وعمار الجنيدي، وكذلك قصائد لكل من سليمان العتيق وموسى البدري وأحمد الخطيب وجمال الموساوي، إلى جانب عدد من قراءات بعض الكتب.