نجحت «وكالة الفضاء والطيران الأميركية» («ناسا») في إنجاز الاختبار الجوّي النهائي لنموذج مبتكر لمركبة مؤتمتة للهبوط على الكواكب. وخضع النموذج لمجموعة تجارب في «مُنشأة اختبار الدفع» في «مركز ريدستون للاختبارات» في ثكنة «ريدستون» التابعة للجيش الأميركي في بلدة «هانتسفيل» في ولاية آلاباما. وتساهم البيانات المُستقاة من مجموعة الاختبارات في تطوير جيل جديد من مركبات هبوط تكون صغيرة وذكية ومتعدّدة الاستعمالات وقادرة على إنجاز بحوث علمية واستكشافية على سطح القمر أو أجرام لا تحتوي على غلاف جوّي في نظامنا الشمسي، مثل المريخ والكويكبات. فمنذ بداية تشرين الأول (أكتوبر)، أخضع «مشروع تطوير مركبة الهبوط المؤتمتة» في «مركز جورج مارشال للرحلات الفضائية» (مقرّه هانتسفيل)، نموذجاً عن هذه المركبة لمجموعة من الاختبارات الجوّية الخارجية المعقّدة. ورفع فريق العمل مستوى خصائص الطيران في المركبة، التي سمّاها «مايتي إيغل» Mighty Eagle. وتحلّق على ارتفاع 3 أقدام، ثم ترتفع 30 قدماً قبل أن تتمكن من التحليق على ارتفاع 100 قدم. خلال اختبار الطيران على ارتفاع 100 قدم، حلّقت المركبة في شكل مستقل لثلاثين ثانية. ثمّ هبطت في شكل مستقل، على غرار هبوط مركبات الفضاء على سطح القمر. وفي اختبار أخير، أجريت محاكاة لعملية نزول بعد الارتفاع إلى علوّ 30 قدماً. واستطاعت المركبة المؤتمتة الهبوط على الهدف بدقّة. وأظهر هذا الاختبار أيضاً قدرة مركبة الهبوط على المناورة لتفادي الأخطار. ولاحظت جولي باسلر، مديرة «مشروع تطوير مركبة الهبوط المؤتمتة» في «مركز جورج مارشال لرحلات الفضاء» في هانتسفيل، أن الاختبار قدّم صورة ناجحة عن نموذج مركبة الهبوط «مايتي إيغل»، كما أظهر مستوى عالياً من الثقة في تصميم نظام الطيران الخاص بها، الذي يقلّص التكلفة والوقت في شكل كبير. وبفضل هذا النظام، استطاعت المركبة الإقلاع والتحليق والهبوط على الهدف، بصورة مؤتمتة وسهلة. لذا، انتقل فريق «ناسا» من عملية تصميم المركبة إلى اختبار جوّي ناجح للنظام الجديد في الطيران المستقل، معلناً تجاوز النموذج السابق الذي ظهر قبل سنتين. وأشار الدكتور غريغ شافيرز، مهندس أنظمة العمل في هذا المشروع، إلى أنّ فريق عمل صغيراً استطاع تطوير نظام قوي لهبوط مركبة فضاء مؤتمتة. وأوضح أن النموذج يملك نظام توجيه، إضافة إلى برنامج رقمي للتحكّم بالمركبة، ما يضمن استقرار عملها حتى في ظلّ وجود الضوء والهواء والمطر. مُكوّنات «النسر القوي» تتألف مركبة «مايتي إيغل» (ومعنى الاسم حرفياً هو «النسر القوي») من جسم محمول على ثلاث أرجل، مع المكوّنات المعروفة لمركبات الهبوط على الكواكب. يبلغ طولها 4 أقدام وقطرها 8 أقدام ووزنها قرابه 310 كيلوغرامات، وتعمل بوقود معظمه من الهيدروجين المُشبّع بالأوكسجين. تتلقى مركبة الهبوط الأوامر من كومبيوتر يتحكّم ب16 نظاماً للدفع، أحدها لإلغاء الجاذبية. واستطاع هذا التركيب حمل المركبة والهبوط بها في شكل مُحكم، عبر استخدام برامج كومبيوتر عن خصائص الطيران. ويعتبر النموذج منصة لإاختبار البرامج والمجسّات والأدوات الإلكترونية المتصلة بعمليات الطيران والهبوط على جرم سماوي لا يحتوي غلافاً جوياً، من دون استخدام المكابح والمظلات. تشمل المرحلة التالية من هذا الاختبار مجموعة من التجارب. ففي بداية فصل الربيع، يكون الطقس مناسباً لإجراء اختبارات جوّية في الهواء الطلق، وعندها، تختبر المجموعة قدرات الملاحة المعزّزة في المركبة. ويعتبر تطوير هذا النموذج نجاحاً للتعاون بين مركز مارشال و «مختبر جونز هوبكنز» للفيزياء التطبيقية و «مركز فون براون للعلوم والابتكار» الذي يضمّ ائتلافاً من شركات متنوّعة. وكذلك يعتبر «مركز ريدستون للاختبارات» أحد المراكز الستة التابعة لقيادة التجارب والتقويم في الجيش الأميركي، علماً أنها كانت منشأة اختبارات رائدة لأنظمة الدفاع منذ الخمسينات. للاطلاع على صور هذه المركبة، يمكن زيارة الموقع الإلكتروني الآتي: http://www.nasa.gov/roboticlander