لم تمنع العادات والتقاليد المحلية في أنحاء أفريقيا، مساهمة التكنولوجيا الحديثة في تعزيز البنية الأساسية والاقتصاد في القارة السوداء، وفقاً لتقرير ل «نشرة واشنطن». وأشارت المحللة السياسية في «منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية» سالا باترسون، الى ان الأفارقة وجدوا أن المشاريع التجارية والتجارة أصبحت أكثر سهولة وأنهم أكثر قدرة على تحمّل نفقاتها عبر استخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات كأجهزة الهاتف المحمول وشبكة الإنترنت. وناقشت دراسة سنوية عنوانها: «إطلالة على الاقتصاد الأفريقي» قدمها في الكونغرس الأميركي ممثلون عن «الوكالة الأميركية للتنمية الدولية» و «بنك التنمية الأفريقية» و «منظمة أفريكير»، التطورات الاقتصادية في أفريقيا خلال العام الماضي والتوقعات للعام المقبل. وأفادت ان أفريقيا التي كانت شبكات الاتصالات فيها محدودة وغير متقنة، بدأت تشهد تغييراً. وتفوّقت تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الجديدة، كالرسائل القصيرة عبر الهاتف الخليوي، على شبكات الاتصال القديمة في القارة التي تعوقها الجغرافيا والسياسة. فتكنولوجيا المعلومات والاتصالات الجديدة تمكّن الأفارقة من الحصول على معلومات عن الصحّة والزراعة والخدمات، كإجراء العمليات المصرفية على الإنترنت والاتصال بفاعلية أكبر مع بقية العالم. وأخذت الشركات الأوروبية كشركة «فودافون» البريطانية و «فيفاندي» و «أورانج» الفرنسيتين تركز اهتمامها على السوق الأفريقية، حيث يمتلك 40 في المئة فقط من الأفارقة حالياً أجهزة هاتف خليوي، في حين يصل استخدام الخليوي في أوروبا إلى 100 في المئة تقريباً من السكان، وفقاً للخبيرة الاقتصادية في «منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية» لورا ريكوورتو-فيرتو. وتوقع مدير البحوث في «بنك التنمية الأفريقي» ليونس نديكومانا أن تبلغ نسبة النمو الاقتصادي في القارة الأفريقية هذه السنة 3 في المئة، وهي نصف نسبة النمو في العام الماضي. ولفتت الدراسة إلى أن تعزيز استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات الجديدة ساهم في مساندة بعض جوانب الاقتصاد الأفريقي، خلال الفترة الحالية المتسمة بالاضطرابات الاقتصادية. إذ تُستخدم الهواتف الخليوية في النيجر، وهي إحدى أفقر الدول الأفريقية، كأداة للتسويق. ويستخدم المزارعون الرسائل القصيرة وشبكة الإنترنت للاتصال بالأسواق المحيطة في مزارعهم والحصول على أفضل الأسعار لسلعهم الزراعية. وساهم هذا الأمر في خفض الأسعار وأتاح للمزارعين فرصة لإرسال سلعهم إلى المناطق التي تحتاج إليها حيث سيحصلون على ربحية اعلى. التحويلات المصرفية وساهم التعامل مع المصارف عبر الإنترنت في المحافظة على المجتمعات الأفريقية خلال فترة الركود الحالية، وتحققت خطوات كبيرة في زيادة القدرة على تحمل نفقات تحويل الأموال. وأوضحت بيترسون ان مصاريف تحويل مبلغ ألف شلن كيني (13 دولاراً) عبر شركة «ويسترن يونيون» الشهيرة لتحويل الأموال يبلغ 500 شلن (أي نصف قيمة المبلغ المحوّل)، بينما تتراوح مصاريف تحويل المبلغ ذاته من طريق شركة «إم-بيسا»، وهي شركة جديدة لتحويل الأموال تقدم خدماتها عبر الهاتف الخليوي، بين 30 و75 شلناً (اي 39 إلى 97 سنتاً أميركياً). واستقطبت مصاريف التحويل المنخفضة عبر شركة «إم- بيسا» نحو 5 ملايين مستخدم خلال العامين الماضيين. وتسعى الشركة إلى توسيع نطاق نشاط خدماتها إلى شرق أفريقيا وأفغانستان. وما تزال أفريقيا تواجه تحديات في الحصول على خدمات الإنترنت والبنية الأساسية للتكنولوجيا. وأفادت الدراسة بأن أقل من 7 في المئة من الأفارقة تُتاح لهم فرصة استخدام الإنترنت، لكن هذه الخدمة ما زالت غير مريحة ومزعجة ومكلفة، ويمكن الحصول عليها فقط في منطقة وجود خطوط الألياف الضوئية الممتدة في الساحل الغربي لأفريقيا فقط، أو عبر الأقمار الاصطناعية. ولفتت باترسون إلى أن خطوط الاتصال السريع عبر الإنترنت ستصبح منتشرة على نطاق واسع في أفريقيا، مع اتساع نطاق البنية الأساسية فيها واتساع شبكة كوابل الألياف الضوئية القادرة على ربط كل مناطق العواصم الكبرى الرئيسة في القارة بحلول 2012.