لا يشك عاقل أن زمن عبد المحسن آل الشيخ مع الاتحاد والذي بدأ منذ العام 1317ه كان هو الزمن الأكثر توهجاً في تاريخ العميد منذ تأسيسه وإلى اليوم. ولقد دار همس اتحادي خلال الأشهر الماضية من أن المرحلة الزاهية لداعم الاتحاد الذهبي قد أوشكت على التوقف موقتاً بناء على تسريبات أكدت أن الظروف المالية المواتية بحاجة إلى استراحة محارب قبل عودة الرجل داعماً مرة أخرى، وهو الأمر الذي أكده الأمير خالد بن فهد في مداخلته أول أمس في مساء الرياضية، كما أن من المؤكد أيضاً أن ابتعاد الشيخ لا علاقة له بهذه الادارة أو تلك مثلما روج البعض من خلال الصحف أو المنتديات. وبهذا الخبر المزعج يطوي الاتحاديون صفحة من أعظم الصفحات إشراقاً في تاريخ النادي، فسواء عاد داعم العميد السخي بعد عام أو عامين أو لم يعد للدعم، فإن الرجل يستحق مليون كلمة شكر كبرى من الاتحاديين على وقفاته التي لن يمحوها تاريخ الأصفر والأسود من ذاكرته العريقة أبد الدهر. كانت مرحلته الداعمة مثيرة لأقصى حدود الإثارة، فغموض الشخصية النسبي أضفى على المرحلة حالة من حالات الترقب على الدوام للمفاجآت السارة، فمن دون أي من المقدمات الصحافية أو التصريحات الاستباقية، فقد يتعاقد الاتحاد فجأة مع المدرب العالمي يوردانيسكو، وقد تجد الجماهير الاتحادية اللاعب شيكو بغتة في مطار جدة وهكذا، فبطل الصفقات الأكبر هو عبدالمحسن آل الشيخ كما ألف الاتحاديون في الخمسة عشر سنة الماضية. لم تخلُ المرحلة من قليل من السلبيات، فلقد حدث الخلاف مع إبراهيم أفندي وصار ما صار من نفور مع أحمد مسعود، ووقعت القطيعة مع البلوي، وبات الحديث عن إدارة تتبع للداعم داخل إدارات الاتحاد الرسمية أمراً واقعاً أدى لبعض من التصادمات الحتمية، وفي المقابل فإن 21 بطولة فاخرة ومن كل صنف ونوع جاءت مع مجيء هذا الرجل التاريخي، يكفي أن نقول إنه الرجل الاتحادي الأول في الربع الأخير من تاريخ تأسيس العميد. فشكراً لهذا الداعم الأسطوري، ولكن يبقى السؤال الأهم حول مستقبل الاتحاد فهل كان حلماً جميلاً لا يتكرر في العهد القريب أم أن الشخصيات الاتحادية الفريدة من نوعها قادمة في الطريق؟ [email protected]