أسهم تنحي رئيس هيئة أعضاء الشرف في نادي الاتحاد الأمير خالد بن فهد عن منصبه كرئيس للشرفيين الاتحاديين في تسابق غالبيتهم في محاربة بعضهم البعض، ما حدا بمحبي وجماهير «عميد الأندية السعودية» بوضع أيديهم على قلوبهم خوفاً من استمرار المشكلات داخل ناديهم العريق، وسط غياب تام ل «الاتحادي القيادي» الذي افتقد أخيراً بعد رحيل الأمير خالد بن فهد، ويأمل الاتحاديون من جماهير ومحبين ومتابعين ان تسهم التجربة الانتخابية الأولى في ال8 من تموز (يوليو) المقبل لرئاسة النادي ان تسهم في إعادة تقوية البيت الاتحادي ولملمة أعضاء الشرف كافة. وعلى مدار ال80 عاماً الماضية التي كان ينصب فيها رئيس الاتحاد بالتزكية، إلا أن ما شهده «العميد» أخيراً من «موجة» استقالات وانسحابات كاستقالة عضو المكتب التنفيذي الدكتور أحمد بامجلي، وتلويح عضو الشرف منصور البلوي بالابتعاد عن الوسط الرياضي كافة، وذلك لما آلت إليه أوضاع النادي، وذلك بسبب استخدام عدد من شرفيي الاتحاد سياسة «نشر الغسيل» تسببت في حدوث انقسام بين الاتحادي، إذ يصر عدد من أعضاء الشرف أن تدخل الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير سلطان بن فهد لمناقشة الوضع المالي للنادي في عهد إدارة جمال أبو عمارة أصبح مطلباً ضرورياً، بينما يرى آخرون أن ما يحدث في «العميد» من اتهامات لا تخدم مصلحة الكيان، وأن بعض أعضاء الشرف الذين يختلفون مع القائمين على النادي حالياً وجدوها أرضاً خصبة في تصفية الحسابات فيما بينهم، وعلى رغم ذلك كانت هناك ثمة محاولات من عدد من أعضاء الشرف للمّ الشمل الاتحادي من جديد، كحفلتي عضوي الشرف إبراهيم علوان وسالم بن محفوظ، إذ دعا بعض أعضاء الشرف من أجل «تطييب النفوس» وتقديم مصارحة تصب في مصلحة الاتحاد، وسبقتها محاولة من شرفي بارز جمع عضو الشرف منصور البلوي برئيس هيئة أعضاء الشرف طلعت لامي انتهت باعتراف الأخير بالجهود التي بذلها الأول ودعمه السخي للنادي في السنوات الماضية، إلا أن ذلك الاعتراف لم يكن كفيلاً بإعادة المياه إلى مجاريها بين الطرفين. والمتابعون يستغربون من الواقع الاتحادي الذي تدور رحاه ما بين معارض ومؤيد «ونشر غسيل» لم يسبق لها في تاريخ النادي، و «الحياة» طرحت سؤالاً على عدد من أعضاء الشرف لماذا وصل الحال الاتحادي إلى أقصى مدى من تبادل التهم والتشكيك وانشقاق الصف مابين أعضاء الشرف، وماهي الحلول لتجاوز المرحلة الحالية؟ في البداية تحدث رئيس هيئة أعضاء الشرف طلعت لامي، وقال: «نقدر للاتحاديين كافة دعمهم للنادي في السنوات الماضية، سواء كان مالياً أو بالمشورة، ولا يعني إدلاؤنا بتصريحات لإيقاف النهج الحالي المدار في النادي انتقاصاً في أي اتحادي، ومنذ دفة المجلس الشرفي حريص على لمّ الشمل الاتحاديين كما كان، رافعاً شعار (قوتنا في اتحادنا) وكاتحاديين يهمنا استقرار النادي ليحافظ على منجزاته». وأضاف: «وقفت على الوضع المالي للنادي، وسنتجاوز الأزمة في المرحلة المقبلة بوقفة الداعمين المخلصين، والضبابية في المعلومة المالية في الفترة الأخيرة دفعت البعض للتفسيرات والتأويلات، وأرى أن الحديث في الماضي نقصان في العقل، وما حدث من أحداث في الأيام الماضية أصبح لنا كاتحاديين ماضياً، والمهم التكاتف وتقريب وجهات النظر وتصحيح الأوضاع المالية والإدارية». واستغرب عضو الشرف أمين أبو الحسن ما وصل إليه الواقع الاتحادي، وقال: «لم يحدث مثل هذه النزاعات الشرفية على مدار تاريخ الاتحاد منذ تأسيسه حتى الآن، وهذا التراشق لم يسجل مثله في السابق، بل كان يسود الاتحاديين الصفاء والمودة، وأعتقد أن المشكلة تكمن في من يمن على النادي بدعمه، ولا ننكر إطلاقاً دعم محبي النادي والعضوين الدعم ومنصور البلوي على رأس قائمة الداعمين في الفترة الحالية، وأتمنى أن يلتفت أعضاء الشرف لناديهم والتكاتف لتجاوز المرحلة المقبلة، باعتبار أنها ستشهد انتخابات هي الأولى من نوعها في تاريخ النادي». بينما أبدى عضو الشرف اللواء إبراهيم عسيري استياءه من الوضع الحالي في ناديه، مؤكداً أن الحال لا تسر أي منتمٍ لهذا الكيان، وقال: «الأسباب يعيها المختلفون وحدهم، والانشقاق الحالي في الصف الاتحادي بين أعضاء الشرف لم يحدث من قبل، وحتى نتجاوز المرحلة لا بد من تضافر جهود أعضاء الشرف العقلاء لتقريب وجهات النظر بين المختلفين، فالاتحاد النادي أكبر من الاختلافات التي لا تخدم المصلحة بأي شكل من الأشكال». وطالب عضو الشرف سالم بن محفوظ أعضاء شرف النادي كافة بالالتفاف حول الاتحاد والتكاتف يداً واحدة وتوحيد الصف، خصوصاً في هذا الوقت الحرج بعد استقالة الأمير خالد بن فهد، وقال: «أطالب أعضاء شرف النادي كافة بترشيح الرئيس الجديد، بعيداً عن المجاملات، وأن يتم اختياره بحسب برنامجه الانتخابي، ولقد اطلعت على جميع الملفات لجميع المرشحين لرئاسة النادي، وأتمنى من الرئيس المرشح من أعضاء شرف النادي ومحبي النادي تطبيق البرنامج الانتخابي بحذافيره، وألا يكون البرنامج الانتخابي من أجل الدعاية والترشيح والجلوس على كرسي الرئاسة فقط، بل أطالب بأن يكون البرنامج من أجل الاتحاد وخدمة نادي الاتحاد وجماهير نادي الاتحاد، ليبقى العميد بطلاً في جميع الألعاب كما عهدناه، ويحافظ على البطولات والمكتسبات التي حققها في السنوات الماضية». وأضاف: «أقدم الشكر لأعضاء الشرف على دعمهم المتواصل للنادي مادياً ومعنوياً، وأخص بالذكر العضو الداعم ومنصور البلوي على دعمهما المتواصل للنادي منذ أكثر من 13 عاماً، وأتمنى من منصور البلوي ألا يبتعد عن الوسط الرياضي ونادي الاتحاد تحديداً»، وذكر أنه مهما اختلف مع منصور البلوي في الرأي يبقى البلوي أخاً عزيزاً وصديقاً لكل الاتحاديين، ويظل البلوي من كبار الداعمين للنادي. من جهته، قال مدير مركز الإعلام السابق عدنان جستنية: «الوضع السائد في نادي الاتحاد حالياً من كثرة الانتقادات لإدارة النادي والداعمين للكيان أمر لا يرضي أي اتحادي غيور على مصلحة ناديه، وهذه المهاترات الإعلامية لا فائدة منها إلا في زيادة الفجوة والاختلاف، وستنعكس سلباً على النادي في الفترة المقبلة، إذا لم يتم تداركها من صناع القرار في النادي». وزاد: «أناشد العضو الداعم ومنصور البلوي ورئيس هيئة أعضاء الشرف طلعت لامي التدخل والوقوف في وجه من يحاول زرع بذور البلبلة داخل النادي».