تلاحق شرطة محافظة جدة عمالاً تابعين لشركة متخصصة في مكافحة الحشرات، بعد أن استخدموا مواد سامة في شقة مواطن كادت أن تتسبب في اختناقات لدى سكان البناية كافة. وتأتي هذه الملاحقة، إثر تدخل فرق الدفاع المدني أول من أمس لإنقاذ سكان البناية من حادثة انبعاث غاز سام نتج عن استخدام العمال لمبيد يحوي مادة «فوسفات الأمونيا» السامة، والتي تستخدم عادةً في المزارع الكبيرة المفتوحة وفق إشراف متخصصين. وأوضح المتضرر من الحادثة أسامة سرحان ل«الحياة» أنه استأجر شقةً جديدة، إلا أنه اكتشف وجود بعض الحشرات الغريبة من ضمنها حشرة «البق»، ما اضطره للبحث عن شركةٍ متخصصة في النظافة ومكافحة الحشرات للقضاء على هذه الحشرة. ويضيف: «بحثت عن شركات المكافحة من طريق الإعلانات الموجودة في الصحف والمجلات، حتى وجدت إعلاناً في صحيفة عن شركة متخصصة في مكافحة الحشرات و «البق»، فاتصلت بها ليرد علي عاملٌ يؤكد أنها متخصصة فعلاً في مكافحة الحشرات ولديها خبراء ومختصون يتعاملون مع هذه الحشرات بمواد خاصة». وأفاد سرحان بأنه سأل العامل عن المواد المستخدمة في إبادة الحشرات، فأكد أنها مواد غير مضرة بصحة الإنسان، وتم الاتفاق على مجىء الشركة في اليوم التالي لرش الشقة، وفي الموعد أخلى سرحان شقته، وحضرت الشركة بسيارة تحمل شعارها وعمالاً من الجنسية المصرية يحملون مواد كيمياوية، وصعد الجميع إلى الشقة، وبدأوا برش مادة سائلة في جميع أنحاء المنزل وفوق الأثاث والملابس وفي النهاية تم وضع خمس أقراص لونها يميل إلى الرمادي داخل منديل، ووُضعت على أرضية كل غرفة من غرف المنزل، وعندما سأل سرحان عن ماهية هذه الأقراص، أخبره العامل أنها تقضي على «البق» وأنه حال عودته بعد 10 ساعات سيجدها قد تفتت، وكل ما عليه فعله هو أخذ المنديل ووضعه داخل كيس من البلاستيك، ورميه في سلة المهملات، إذ أنها لا تمثل أي خطورة. ولاحظ سرحان أن عملية الرش تمت من دون أقنعة أو ملابس واقية، «وعندما سألت العمال أجابوني بأن هذه مواد آمنة ولا تمثل أي خطر على صحة الإنسان، وأنها ليست بحاجة سوى لانتظار 10 ساعات، يتم بعدها تهوية المنزل لمدة نصف ساعة ليكون جاهزاً للإقامة فيه بشكلٍ طبيعي، بعدها خرج العمال ليردني اتصال صباح اليوم التالي من صاحب البناية، يؤكد فيه شكوى السكان من وجود رائحة نفاثة ومزعجة صادرة من شقته، وحين ذهبت للمنزل فتحت جميع النوافذ للتهوية، وجمعت المناديل الموجودة على أرضيات الغرف والتي وضع بداخل كل منها خمس حبات مائلة للون الرمادي للقضاء على «البق»، ووضعت المناديل حسب تعليمات العامل داخل كيسٍ من البلاستيك وتركته بالقرب من باب الشقة، ثم ذهبت لتغيير ملابسي، وفي هذه الأثناء سمعت صوت لانفجارات غريبة، وعند خروجي لاستكشاف الوضع، وجدت أن كيس البلاستيك الذي يحوي الحبوب القاتلة ل «البق» انفجر، وبدأ يحترق ويصدر دخاناً كثيفاً ذا رائحة كريهة، وعندما حاولت إطفاءه بالنار تفاعلت المادة مع الماء وزاد الدخان واللهب، ما اضطرني للاتصال بالدفاع المدني للتعامل مع هذه المواد، واتصلت أيضاً بشركة النظافة حيث رد أحد العمال، وأكد أنه سيتم إرسال شخص للتأكد من الوضع». وأضاف سرحان: «لم يلبث الدفاع المدني أن حضر للموقع خلال ست دقائق من الاتصال، وصعد مختصون للشقة وفحصوا المادة بأدوات خاصة، وحملوها في وعاءٍ خاص، وتأكد لهم (حسب تقرير الدفاع المدني في ما بعد) أنها مادة تسمى «فوسفات الأمونيا»، وهي مادة محظورة وخطرة ولا يتم استخدامها إلا في المزارع الكبيرة جداً وتحت إشراف مختصين، أما الشركة فلم يحضر منهم أي شخص». من جهته، أكد المشرف على الحادثة من الدفاع المدني النقيب نواف السالمي ل«الحياة» أنه وصل بلاغ للدفاع المدني عن وجود مواد كيماوية غير معروفة ومشتعلة، وأنه تم إرسال فرقة من فرق الدفاع المدني وهي «فرقة التدخل» المتخصصة في المواد الكيماوية وتم مباشرة الحادثة ورفع المادة للكشف عنها في المختبر، وتم استخدام «مواطير» طرد الدخان لطرد الأبخرة السامة من البناية والمنزل الذي تعرض للحادثة، ومن ثم تم استخدام أجهزة خاصة لقياس نسبة المواد السامة الموجودة في المبنى السكني، وهل تضر بالسكان أم لا، وتبين أن نسبة المواد السامة كانت 45 في المئة تقريباً. وأضاف: «تم إحالة القضية للشرطة، كونها القطاع المختص في مثل هذه الأمور، أما الدفاع المدني فيعتبر جهة أولية تباشر الحادثة، ومن ثم تحيل الموضوع للشرطة لاستكمال الإجراءات». تستخدم في صناعة المتفجرات... وممنوع دخولها إلى المملكة