واشنطن، سنغافورة، لندن - رويترز - تسعى الولاياتالمتحدة إلى ضمان استقرار تدفق النفط الخام إلى الأسواق العالمية في وقت يصعد الغرب تهديده بفرض عقوبات على الصادرات الإيرانية. ووفقاً لمسؤول في وزارة الخارجية الأميركية يجري إرساء أسس مع دول مصدرة مثل غانا وأنغولا والعراق، لتعزيز طاقة الإنتاج العالمية الفائضة في حال حدوث انقطاعات يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع للأسعار قد يهدد الاقتصاد. وقال المبعوث الخاص لوزارة الخارجية الأميركية ومنسق الشؤون الدولية، كارلوس باسكوال، خلال اجتماع في مجلس العلاقات الخارجية: «لم يعد الأمر يقتصر على الذهاب إلى مكان أو مكانين والقول هل يمكنكم ضخ مليون برميل إضافية يومياً وسنكون على ما يرام. أصبحت السوق أكثر تعقيداً». وتأمل جماعات في واشنطن أيضاً بجعل العقوبات الأميركية على إيران أكثر ذكاء عن طريق دفع الصين ودول أخرى إلى شراء مزيد من النفط الإيراني. وتتمثل الفكرة في تمتع الصين بموقف تفاوضي أفضل من أوروبا لأن شركات النفط الحكومية الصينية تشتري الخام ككتلة واحدة، ويمكنها أن تجبر إيران على بيع نفطها بسعر أقل وتحرمها من بلايين الدولارات من الإيرادات النفطية. وتبقى السعودية صاحبة دور رئيس في هامش الطاقة الإنتاجية الفائضة التي تقدر حالياً بما بين 2.5 مليون برميل وخمسة ملايين برميل يومياً. لكن مع ارتفاع الطلب المحلي في المملكة وزيادة الطلب العالمي إلى نحو 90 مليون برميل يومياً، بدأت واشنطن تهتم بمصادر أخرى. وأوضح باسكوال إن إنتاج العراق زاد بنحو 500 ألف برميل يومياً هذه السنة، إلى 2.95 مليون برميل يومياً وهو أعلى مستوياته في عقدين. لكنه أضاف: «المشكلة أن هذه الإمدادات الجديدة ليست مرنة، لا يمكنك فتحها ثم غلقها غداً. لذلك إذا حدثت مشكلة فورية أو تغيّر يحرم السوق من تلك الإمدادات، ستبدأ المضاربة ثم ارتفاع الأسعار». الأسواق العالمية وارتفع سعر خام القياس الأوروبي مزيج «برنت» متجاوزاً مستوى 104 دولارات وسط مخاوف من تعطل الإمدادات، بعد أن أقر الكونغرس مشروع قانون يفرض عقوبات على المصرف المركزي الإيراني ما يحد من قدرة المشترين على دفع ثمن النفط إلى طهران. لكن المخاوف من أن تتفاقم أزمة الديون الأوروبية التي حدت من الارتفاعات. وبلغ سعر عقود «برنت» تسليم شباط (فبراير) 104.17 دولار للبرميل مرتفعاً 57 سنتاً بعد تراجعه 65 سنتاً لتجري تسويته على 103.60 دولار. وارتفع الخام الأميركي الخفيف 24 سنتاً إلى 94.11 دولار للبرميل بعد انخفاضه 1.08 دولار لتجري تسويته عند 93.87 دولار للبرميل. وأعلنت «منظمة الأقطار المصدّرة للنفط» (أوبك) أن سعر سلة خاماتها هبط إلى 104.60 دولار للبرميل أول من أمس، من 106.88 دولار في اليوم السابق. في سياق متصل، أوضحت مؤسسة «أويل موفمنتس» الاستشارية البريطانية التي تتابع شحنات النفط المستقبلية، أن الصادرات المنقولة بحراً من دول «أوبك»، مع استبعاد أنغولا والإكوادور، ستزيد 140 ألف برميل يومياً في الأسابيع الأربعة حتى نهاية الشهر الجاري. ولفتت إلى أن متوسط صادرات المنظمة سيصل إلى 23.65 مليون برميل يومياً ارتفاعاً من 23.51 مليون في الأسابيع الأربعة المنتهية في الثالث من الشهر الجاري.