تختصر قضية الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي عذابات الشعب الفلسطيني، وفي الوقت نفسه تُبرز إلى العلن أيضاً الهمجية الإسرائيلية التي لا تقيم للأعراف الإنسانية وزناً، بل وتضرب بها عرض الحائط. ومن الواجب تسليط الضوء على قضية أولئك الذين يعانون الأمَّرين جراء ممارسات سلطات الاحتلال سواء عند الاعتقال وما يرافقه من تكسير للأبواب، وضرب وترويع للأطفال والنساء، أو خلال فترة التحقيق، أو أثناء وجود الأسير في المعتقل، وما يرافق ذلك أيضاً من ممارسات ليس أقلها: حرمان المعتقل من العلاج، وقلة الطعام والعزل... ولكن، وعلى رغم استمرار إسرائيل في جرائمها ضد الشعب الفلسطيني، إلا أن ذلك لم يثنه عن الاستمرار في المقاومة والصمود الرائع. فالمعارك التي يخوضها المعتقلون الفلسطينيون هي عنوان جديد من عناوين الحرية والبطولة التي ستزهر فجر الحرية، لذلك فإن قضية المعتقلين، وعذاباتهم، تبقى جرحاً مفتوحاً لن يغلقه إلا زوال الاحتلال عن الأرض الفلسطينية كلها. وحتى يتحقق التحرير لا بد من العمل للإفراج بكل الوسائل الممكنة عن هؤلاء المعتقلين. فمن المعروف أن إسرائيل لم تفرج عن ألوف المعتقلين إلا بعد اختطاف واحتجاز جنودها. وهذا يعني ان استخدام القوة والضغط على هذا العدو هو الذي يؤتي أكله. تطاول الاعتقالات التي تقوم بها القوات الإسرائيلية مختلف الأعمار، فهذه القوات لا تميز بين صبي أو امرأة أو شيخ أو عجوز. وتعتبر منظمة «هاموكيد» الصهيونية أن الاعتقال الإداري يشكل جزءاً من الترسانة «القانونية» التي وُضعت لسحق الفلسطينيين. وتؤكد المنظمة نفسها، أنه من أصل 954 فلسطينياً يخضعون للتوقيف الإداري، يوجد 544 موقوفاً «بطريقة غير قانونية» في معتقل أنصار 3 في صحراء النقب لمدة ثلاثة أشهر في المتوسط. كما يوجد 200 طفل أعمارهم أقل من 18 عاماً، وأكثر من 50 أسيراً أعمارهم تزيد على 50 عاماً، وحوالى 20 معتقلاً معتقلون منذ 25 عاماً. ويقبع حالياً في السجون الإسرائيلية ما يقارب 11109 أسرى، منهم حوالى 800 من قطاع غزة، و500 من القدس والأراضي المحتلة عام 1948، والباقي من الضفة الغربيةالمحتلة، كما يبلغ عدد المعتقلين من الأطفال حوالى 400، و33 معتقلة، و16 نائباً من أعضاء المجلس التشريعي، وبضع مئات من الأسرى العرب الذين التحقوا بصفوف المقاومة في فلسطين. ولا تقتصر الاعتقالات على الأحياء فقط، وإنما شملت الأموات، حيث لا تزال سلطات الاحتلال تحتجز عشرات الجثامين لشهداء وشهيدات استشهدوا خلال انتفاضة الأقصى ولمئات الجثامين لشهداء استشهدوا في السنوات التي سبقتها.