ما إن أخمدت فرق الدفاع المدني في مدينة أبها الحريق الذي اندلع في كلية التربية للبنات أول من أمس حتى توالت قصص طالبات عن اللحظات العصيبة التي عشنها مع الفوضى والخوف إثر خروج أكثر من 2000 طالبة من الكلية دفعة واحدة. وذكرت طالبة (فضلت عدم ذكر اسمها) أنها سمعت صراخ طالبات عند الساعة العاشرة، فأصابها وزميلاتها الخوف الذي تحول إلى ذعر عندما شاهدن مئات الطالبات يهبطن من الطابق الثالث نحوهن بسرعة. وتابعت: «حدث ازدحام شديد وتدافع عندما نزلت الطالبات من الطابقين الثالث والثاني إلى الطابق الذي كن فيه، وبدا الصراخ والبكاء سيد الموقف. كانت لحظات لا يمكن تخيلها». وأشارت طالبة أخرى إلى أن دموعها تساقطت فور سماعها صراخ زميلاتها، وتوقعت أن يحدث لهن ما حدث في مدرسة البنات في جدة وقالت: «تزاحمنا للهرب وداس بعضنا بعضاً، وسط حال من الذعر، ووجدنا أنفسنا في الساحة الخارجية ولا نزال نصرخ، وشاهدنا الدخان، وفجأة سمعنا صوت سيارات الإسعاف والدفاع المدني تدخل بسرعة، ما جعل 12 فتاة يسقطن على الأرض مغشياً عليهن، وفتحت الأبواب وهرب الجميع للخارج وسط زحام كبير من الطالبات وأولياء الأمور والفضوليين وموظفي هيئة الأمر بالمعروف والشرطة». وأكدت طالبة (تحتفظ «الحياة» باسمها) أنها شاهدت بعض أعضاء هيئة التدريس من الأكاديميات يهربن ببناتهن سريعاً إلى الخارج، فيما كان عدد قليل من الأكاديميات يوجهن الطالبات وأبرزهن مشرفة سعودية كان لها دور كبير في تنظيم خروج الطالبات وحثهن على الانضباط والانتقال بعيداً عن النار، داعية إلى تكريمها. فيما أعربت زميلة لها عن استيائها من الإهمال الذي تعاني منه الكلية، مؤكدة أن الطالبات كن يتوقعن حدوث مثل هذا الحريق بسبب اللامبالاة وعدم الاهتمام بالنظافة وتراكم الأشياء القديمة. وأشارت احدى الطالبات إلى أنها شاهدت مشادات بين رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومواطنين حضروا لاصطحاب بناتهم، مضيفة أن مشرفتين عملتا على فتح الأبواب والسماح لطالبات بالخروج، وهو ما نال استحسان أولياء الأمور والطالبات. وحاولت «الحياة» الحصول على تعليق من «هيئة الأمر بالمعروف» حيال المشادات مع أولياء أمور لكن لم يجب مسؤولو «الهيئة» على الإتصالات المتكررة.