أعادت البلدية الاسرائيلية للقدس المحتلة أمس فتح جسر باب المغاربة المؤدي إلى المسجد الأقصى المبارك في البلدة القديمة بعد اتخاذ تدابير سلامة إضافية مثل وضع جهاز اطفاء، وبعد ان تفقد الموقع مهندس تابع للبلدية. ودخلت أعداد كبيرة من اليهود المتدينين، على رأسها النائبان المتطرفان آريي إلداد وأوري أريئيل من حزب «الاتحاد القومي اليهودي»، الى المسجد الأقصى عبر الجسر، الى جانب السياح الأجانب، تحت حراسة رجال الشرطة. وقالت البلدية في بيان ان مجلس الوزراء المصغر في حكومة بنيامين نتانياهو قرر في اجتماعه اول من امس تجميد الهدم و «اصلاح المخاطر التي تتعلق بالسلامة» من اجل «تجنب خطر الانهيار أو نشوب حريق». وقال ناطق باسم الشرطة ان الجسر أُعيد فتحه امام الزوار المسيحيين واليهود، مشيراً الى اتخاذ تدابير سلامة اضافية مثل وضع شاحنة اطفاء، وذلك بعد ان تفقد الموقع مفتش من البلدية. وتابع ان الجسر «لم يمس بعد، ولا أحد غيّر فيه شيئاً (...) قررت البلدية انه يمكن استعماله مجدداً». وأطلق النائبان تصريحات عدائية ضد المسجد الاقصى، مطلقين عليه اسم «جيل الهيكل» اليهودي. وقال أريئيل: «يجب هدم جسر المغاربة فوراً لأنه يشكّل خطراً على الجمهور الواسع، ويجب بناء جسر آخر بدلاً منه، أكثر أمناً». وأضاف: «ليس من المعقول منع اليهود من الدخول إلى جبل الهيكل (يقصد المسجد الأقصى) حتى لدقيقة واحدة. وممنوع أن تشكل أعمال الترميم ذريعة لهذا المنع. أطالب رئيس الحكومة ووزير الأمن الداخلي بإيجاد مدخل بديل لليهود». وقال إلداد: «إذا كان جسر المغاربة خطيراً، فلا بد من إقامة جسر آخر ثابت مكانه. وحتى ذلك الحين، لا بد من فتح أحد الأبواب الأخرى الكثيرة التي يُمنع اليهود من الدخول عبرها ويسمح بشكل عنصري للمسلمين فقط بالدخول منها». واستنكر تراجع الحكومة الاسرائيلية عن قرارها وقف هدم الجسر، قائلاً ان ذلك جاء «خضوعاً للمطالب العربية»، وأنه «خطيئة». وكانت الحكومة الاسرائيلية أغلقت الجسر بهدف هدمه، ثم تراجعت عن ذلك أمام الضغوط العربية والدولية والمحلية، معلنة أنها ستقوم بترميمه. ورفضت السلطة الفلسطينية والحكومة الاردنية التي تشرف على المقدسات الإسلامية في القدس قيام إسرائيل بأي ترميم لأي معلم له صلة بالمسجد الاقصى وغيره من المقدسات، فيما قدم الأردن خطة ل «منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة» (يونيسكو) لترميم الجسر. وحذرت جهات اسرائيلية عدة من معسكر اليسار من أن تحدي الحكومة الاسرائيلية لمشاعر العالم العربي والاسلامي بهدم الجسر، ستكون له انعكاسات سياسية خطيرة، ويحمل خطر حدوث انفجار في الاراضي الفلسطينية. وكانت جماعات يهودية متطرفة هددت عقب الإعلان عن إغلاق الجسر باستخدام «باب السلسلة»، وهو أحد بوابات الأقصى المبارك للدخول الى المسجد الذي يطلق عليه اليهود اسم «جيل الهيكل»، مدعين انه مقام على أنقاض «هيكل سليمان».