أنقرة، واشنطن – أ ف ب، يو بي آي - قال وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي امس، إن إيران وتركيا ليستا خصمين بل يكمل بعضهما بعضاً، مشدداً على أن النظرة الرسمية تجاه أنقرة تعتمد على الأخوة والصداقة العميقة بين البلدين اللذين يعملان معاً لتعزيز علاقاتهما. وقال صالحي في مقابلة أجرتها معه وكالة أنباء «الأناضول» التركية نشرت امس، إن «الغربيين يحاولون تصوير تركيا وإيران على انهما خصمان. نحن لسنا خصمين بل يكمل بعضنا بعضاً»، متهماً جهات بعضها معروف والآخر غير معروف، بمحاولة التسبب بنزاع بين البلدين. وأضاف: «للأسف فإن بعض الشخصيات في الإعلام التركي والإيراني تنقل وجهات نظر الغرب، والبعض يعبر عن آرائه من دون ان يكون لديه المعرفة الضرورية في المسائل الدولية». وقال إن هناك أعداء مشتركين يريدون التسبب بنزاع وسوء فهم بين البلدين، مضيفاً: «أطلب بلطف من بعض الأشخاص في تركيا تفادي التصريحات الخاطئة حول إيران من أجل أن لا ينتهز أعداء البلدين الفرصة لإلحاق الضرر بعلاقاتهما». وتطرّق إلى تصريحات نائب رئيس لجنة الشوؤن الخارجية والأمن القومي في البرلمان الإيراني حسين ابراهيم، التي قال فيها إن لإيران الحق باستهداف نظام الدفاع الصاروخي في تركيا في حال حصول أي هجوم، وهي ستلجأ لذلك. وقال صالحي إن هذه التصريحات «لا تعكس موقف الحكومة الإيرانية»، مضيفاً: «لقد حذرنا المسؤول الإيراني الذي أطلق هذه التصريحات». وأشار إلى أن العلاقات الإيرانية مع تركيا «في أفضل مستوياتها على الإطلاق من المنظور السياسي والاقتصادي والثقافي». وأضاف: «إننا في تواصل دائم مع أصدقائنا الأتراك، ونجري محادثات متواصلة مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بشأن القضايا الثنائية والإقليمية. قد يكون هناك وجهات نظر مختلفة لكن هذا طبيعي. إن تركيا وإيران تدعمان السلام والاستقرار والأمن في المنطقة». وأعرب عن اعتقاده بأن العلاقات المستقبلية بين أنقرة وطهران ستكون مشرقة جداً، لافتاً إلى أن حجم التجارة بينهما كان 12 بليون دولار عام 2010، مضيفاً أن هذا الحجم سيصل في نهاية العام الحالي إلى 15 بليون دولار. بريجنسكي من جهة أخرى، حذر زبيغنيو بريجنسكي، مستشار الامن القومي في عهد الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر، من ان علاقات الولاياتالمتحدة مع ايران تبدو خلافية الى حد قد يقود الى حرب «كارثية» العواقب. وقال بريجنسكي مساء الثلثاء امام منتدى المجلس الاطلسي في واشنطن: «نحن نعتقد انه سيكون بإمكاننا تفادي الحرب من خلال اللجوء الى اجراءات للضغط» مثل العقوبات لاجبار ايران على التخلي عن برنامجها النووي. لكنه اضاف انه «كلما زاد استخدامكم للضغط، فإنه في حال لم يؤد الى نتيجة سيزيد مخاطر قيام الحرب، ما يقلص بشكل كبير من هامش المناورة لدينا». واعرب بريجنسكي عن قلقه من تصاعد «الحرب الكلامية» بين البلدين، مشيراً الى انه «يجري اتخاذ الكثير من القرارات الصغيرة التي تحد من حرية تحركنا في المستقبل». وأضاف: «اذا دخلنا في نزاع مفتوح مع ايران تحت اي شكل، فان العواقب علينا ستكون كارثية، كارثية بشكل مكثف وعلى مستوى شامل». وكان بريجنسكي عمل في البيت الابيض في 1979 حين اطاحت الثورة الاسلامية شاه ايران حليف الولاياتالمتحدة. بانيتا على صعيد آخر، قال وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا إن حملة طائرات الاستطلاع من دون طيار على الحدود الأفغانية-الإيرانية ستستمر، على الرغم من إعلان إيران إسقاط طائرة استطلاع أميركية. وكانت إيران أعلنت الأسبوع الماضي عن إسقاط طائرة استطلاع أميركية من دون طيار من طراز «أر كيو- 170»، أشارت التقارير إلى أنها انطلقت من قاعدة شندد الجوية غرب أفغانستان. ولم يعلق بانيتا بشكل مباشر على طبيعة مهمة طائرة الاستطلاع فوق إيران، ولكنه قال: «تجب حماية تلك العمليات من أجل القيام بالمهمة التي تشارك فيها». وحين سئل عما إذا كان يعتزم الاستمرار في مهمة الطائرات، اجاب «بالطبع». ورفض بانيتا تخمين ما إذا كانت طائرة الاستطلاع أسقطت بفعل هجوم الكتروني، وقال: «يمكن القيام بكل أنواع التخمينات في هذه المرحلة، ومن الواضح أنه لا يمكن استبعاد أي شيء». في الوقت ذاته، قال رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الأميركي مايك روجرز، إن مشكلة «تقنية» أدت إلى سقوط الطائرة وليس هجوماً الكترونياً إيرانياً، مشيراً إلى أن الادعاء الإيرانيين أنهم يقفون خلف إسقاطها «خاطئ». يذكر أن الرئيس باراك أوباما كان قال الإثنين إن إدارته طلبت من إيران إعادة طائرة الاستطلاع، ورفضت إيران الطلب الأميركي وطالبت باعتذار.