توصل وزراء النفط في الدول الأعضاء في «منظمة البلدان المصدّرة للنفط» (أوبك) أمس وسط توافق كامل إلى اتفاق سريع قضى بالحفاظ على مستوى الإنتاج عند 30 مليون برميل في اليوم. ووفق البيان الختامي فإن أعضاء المنظمة اتفقوا على السقف الجديد للإنتاج بما في ذلك إنتاج ليبيا «الآن وفي المستقبل». ونقلت وكالة «رويترز» عن وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي قوله لصحافيين إن المملكة تتحرك وفقاً لطلب الزبائن وليس بناء على وتيرة ارتفاع صادرات النفط الليبية. وأكد أنه ليس قلقاً في شأن أي انخفاض محتمل في الطلب على النفط في الربع الثاني من العام المقبل. ورفض النعيمي التعليق على تصريح وزير النفط الإيراني رستم قاسمي، الذي أعلن أن السعودية لن تسعى لتعويض النفط الإيراني في حال فرض عقوبات نفطية ضد إيران. وقال قاسمي: «أجرينا مناقشة كاملة معه أمس ورفض السيد النعيمي تعويض الخام الإيراني إذا واجهت إيران عقوبات نفطية». وأضاف «لدينا روابط طيبة جداً وعلاقة وثيقة مع السعودية». وقال وزير النفط الكويتي محمد البصيري ل «الحياة» إن «الكويت تنتج حالياً ثلاثة ملايين برميل نفط يومياً وإن قدرتها الإنتاجية تصل إلى 3.050 مليون في اليوم». وعن أسعار النفط رأى أن «مستوى الأسعار متوازن» وتمنى أن يستمر ويستقر في 2012. أما وزير النفط الإماراتي محمد بن ظاعن الهاملي فأشار إلى أن اتفاق «أوبك» لم يتضمن أي التزام من دول الخليج بخفض إنتاجها مع تعافي إنتاج ليبيا. وأوضح مندوب خليجي أيضاً أن الاتفاق على تحديد سقف الإنتاج لم يتطرق إلى حصة كل دولة على حدة. ليبيا إلى ذلك، أوضح وزير النفط الليبي الجديد عبدالرحمن بن يزه أن إنتاج ليبيا الآن أصبح مليون برميل في اليوم. وأعلن أن موظفي قطاع النفط أكملوا تصليحات أضرار بعض منشآت التصدير منها ميناء سيدرا والبريقة وتوقع استكمال الإصلاحات في منشآت التصدير الأخرى في غضون شهر. وأكد أن ليبيا تحترم كل عقودها النفطية السابقة وتنفذها وأنها لن تخضع للمراجعة. ولفت إلى أن بلاده تخطط لزيادة طاقتها الإنتاجية «إلى ما بين مليونين و2.2 مليون برميل يومياً في غضون ثلاث سنوات إلى خمس سنوات،» مع السعي إلى العودة سريعاً إلى مستويات ما قبل الحرب. في السياق ذاته، أكد وزير الطاقة الجزائري يوسف اليوسفي أن سعر النفط الحالي مناسب للمنتجين والمستهلكين. أما وزير النفط الإكوادوري ويلسون باستور فأكد أن هناك توافقاً بين دول «أوبك» على تحديد سقف الإنتاج عند 30 مليون برميل يومياً. وشدد وزير النفط الأنغولي جوزيه دي فاسكونسيلوس على أن بلده أيدت اتفاقاً ل «أوبك» على سقف الإنتاج عند 30 مليون برميل، وقال «أعتقد ذلك، هذا جيد». دعوة لزيادة الإنتاج من جانب آخر، دعا كبير الاقتصاديين في «وكالة الطاقة الدولية»، فاتح بيرول كبار المنتجين في «أوبك» إلى الاقتداء بالسعودية في زيادة الإنتاج النفطي وإلى المساهمة في كبح ارتفاع الأسعار الذي يهدد نمو الاقتصاد العالمي. ورأى أن أسعار النفط عند مستوى 109 دولارات تمثّل «تهديداً كبيراً» للاقتصاد العالمي الهش، وأنها قد تواصل الارتفاع إلى 150 دولاراً في السنوات المقبلة ما لم يكن هناك مزيد من الاستثمار لتعزيز إنتاج النفط في الشرق الأوسط. واعتبر أن زيادة الإنتاج السعودي جاءت في الوقت المناسب نظراً إلى زيادة الطلب وضعف محزونات الخام العالمية ونقص إنتاج دول من خارج «أوبك». وأشار إلى أن إنتاج ليبيا يرتفع بوتيرة أسرع من المتوقع وأنه سيتعافى لمستواه قبل الحرب بحلول نهاية العام المقبل. سورية والعراق من جانب آخر، أعلنت «غلف ساندز بتروليوم» أن أنشطة التنقيب التابعة لها في سورية مستمرة ولن تتأثر بعقوبات أوروبية إضافية على إنتاج النفط هناك. وأفادت في بيان بأنها «مستمرة في حفر بئر تقييم شرق خربت - 102 والتي يتوقع الانتهاء منها في نحو 40 يوماً». وجاء وفق البيان: «عند اكتمال حفر البئر ستقوّم المجموعة ما إذا كان تأثير العقوبات الأوروبية على مزودي الخدمات والشركات الأخرى المشاركة في أنشطة الشركة للتنقيب يسمح في استمرار برنامج التنقيب بأمان». على الجانب العراقي، أعلن مسؤولون خفض إنتاج حقل الرميلة النفطي إلى النصف من 1.4 مليون برميل يومياً إثر تفجير خطوط أنابيب في جنوب البلد، وأكدوا أن صادرات الخام لم تتأثر. الأسعار في التعاملات، تراجع سعر خام القياس الأوروبي «مزيج برنت» مقترباً من 109 دولارات فيما انصرف اهتمام المستثمرين إلى آفاق النمو العالمي بعدما حذّر مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) من أن الأزمة في أوروبا تمثل تهديداً للاقتصاد الأميركي. ونزل «برنت» 31 سنتاً إلى 109.19 دولار للبرميل بعد أن سجل أكبر زيادة في يوم واحد منذ 28 تشرين الثاني (نوفمبر) وارتفع 2.24 دولار عند التسوية. كما انخفض الخام الأميركي الخفيف 14 سنتاً إلى مئة دولار.