{ بيروت - «الحياة» - احتفل امس، بوضع حجر الاساس لدار الثقافة والفنون (المركز اللبناني – العُماني) في قلب بيروت، بعد تأخر دام اكثر من عام، ساهم فيه اعتصام المعارضة. وشارك في الاحتفال رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ووزير الثقافة تمام سلام ووزير الثقافة والتراث العماني هيثم بن طارق آل سعيد، وحضور حشد من الشخصيات. واعتبر الوزير سلام الخطوة بأنها «يوم تاريخي على صعيد الثقافة والفنون في لبنان»، مستذكراً «رجلاً كان وراء الكثير من الأحلام، في إعادة إعمار لبنان ووسط بيروت، ألا وهو الرئيس الشهيد رفيق الحريري». وأشار الى ان بناء الدار هو من هبة عمانية بقيمة عشرين مليون دولار لهذا المشروع الحيوي. وأوضح انه تم «تشكيل لجنة تحكيم دولية من مستوى رفيع، وبمشاركة لبنانية مميزة، لاختيار التصميم الفائز الذي يعكس مفهوم الدار، ويلبي أنشطتها، ويكون معلماً هندسياً في وسط بيروت. وتم كل ذلك بالتعاون والتنسيق مع وزارة الثقافة العمانية، وممثلها في السفارة العمانية في بيروت». وقال ان «مهلة الاشتراك في المسابقة انتهت في آخر شهر كانون الثاني (يناير) الماضي، أي منذ بضعة أيام. وتبين لنا أن عدد مقدمي التصاميم الهندسية حتى اليوم بلغ 300 تصميم، وسننتقل عملياً إلى مرحلة التنفيذ، بعد الإعلان عن التصميم الفائز في آذار (مارس) المقبل، ثم قيام سلطنة عمان باختيار الشركة التي ستتولى البناء حتى الإنجاز، بإشراف الاستشاري الهندسي مؤسسة خطيب وعلمي، وفق أرفع معايير الجودة». ورأى وزير الثقافة العماني ان «الاحتفاء اليوم بتدشين وضع حجر الاساس لهذا الصرح سيتيح لنا فرصاً حقيقية لنمو الشأن الثقافي ومد جسور التعاون في مجالات الثقافة والفنون، وسيفتح آفاقاً رحبة في سماء الابداع والتميز، مؤكدين أهمية العمل سوياً على جعل هذا الصرح معيناً وافر العطاء ومنبراً لرعاية الأدباء والمبدعين». اما الرئيس السنيورة فاعتبر ان «هذا المركز يعزز الوجود الحضاري العربي في لبنان ويسهم في تعزيز الحركة والتنمية الثقافية، ويبلور ماهية بيروت ودورها الحيوي في قلب الأمة العربية وثقافتها ماضياً وحاضراً ومستقبلاً». وقدر «أن يكتمل إنجاز هذا الصرح خلال عامين»، وقال: «شجعتنا الاستجابة الكبيرة للسلطان قابوس بن سعيد، فسعينا لدى الأشقاء العرب الآخرين في المنحى نفسه، وبالفعل فإن دولة قطر تبنت إقامة المكتبة الوطنية في محلة الصنائع في مدينة بيروت، والتي سنعمل على وضع الحجر الأساس لقيامها قريباً. كما أن هناك وعداً عربياً بإقامة متحف للفنون في وسط مدينة بيروت أيضاً عما قريب، وهذا كله سيسهم في خلق جواذب ثقافية وحضارية إلى قلب العاصمة وقلب لبنان ليعود هذا البلد كما أراده أبناؤه وكما يحبه أشقاؤه أن يكون وكذلك أصدقاؤه الكثر في العالم مركزاً نابضاً بالحياة والإبداع ومنارة للثقافة والإشعاع الحضاري». وأقام السنيورة مأدبة غداء تكريمية للوفد العماني، وكان رئيس كتلة «المستقبل» النيابية سعد الحريري أولَم مساء أول من أمس على شرف الوزير هيثم بن طارق والمشاركين في الملتقى العماني - اللبناني لرجال الاعمال الذي اقيم في فندق «موفينبيك». وأكد الحريري في كلمة «اننا في لبنان كما في عُمان لم تتأثر مصارفنا بالأزمة الاقتصادية، بفضل السياسة الحكيمة للرئيس السنيورة ووزير المال محمد شطح والوزير السابق جهاد أزعور ووزير الاقتصاد محمد الصفدي الذي يبذل جهداً كبيراً لانعاش الاقتصاد اللبناني وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة». وأمل ان يتم «تبادل الخبرات في ما بيننا في المجالات الاقتصادية والمالية وغيرها ويستمر التعاون ويتطور».