عثرت أمانة محافظة جدة، أخيراً، على عدد من المقتنيات الأثرية التي يعود تاريخها إلى أكثر من 150 عاماً، أثناء أعمال الترميم التي تنفذها في أنحاء متفرقة من المنطقة التاريخية في المحافظة. وأوضح مدير إدارة تأهيل وتطوير العمران في المنطقة التاريخية الدكتور عدنان عدس أن هذه العناصر الأثرية تم اكتشافها على مراحل وأوقات زمنية مختلفة، من خلال العمالة التي تتولى أعمال الترميم في المنطقة التاريخية في بيتي أبوصفية ودحيليس (البسيوني)، ووقف الفلاح، التي يربطها جميعاً فناء مساحته نحو 230 متراً مربعاً. وأضاف «أن من بين المقتنيات المنزلية القديمة التي تم اكتشافها خلال مرحلة الحفر في فناء المباني الثلاثة، «مهراس» مصنوع من الحجر الغرانيت، و «محك» عبارة عن حجر مستطيل كان يستخدم في طحن الحبوب، وخنجر شخصي من الخناجر التي كان أجدادنا يخزمون بها، إضافة إلى «قلل» حديدية مدفعية بأحجام مختلفة». وأشار إلى أن الأمانة ستسلم هذه المقتنيات إلى هيئة السياحة والآثار لدراستها ومعرفة إلى أي زمن تعود بالتحديد، لافتاً إلى أن هذه المقتنيات يبدو عليها أنها مقتنيات خاصة، فالمباني الثلاثة المحيطة بالفناء كانت تستخدم كمبان سكنية لخدمة الحجيج. وقال: «إن أعمال التنقيب بالتعاون مع هيئة السياحة والآثار فرع جدة تمت على مدى خمسة أشهر، من خلال عمل حفرية لوجود إشارات سطحية على جدران الحائط الذي تم التنقيب إلى جواره تدل على وجود آثار بعض العقود القديمة، من خلال إشارات بوجود بوابات قديمة على طبقات، وهو ما يشير إلى احتمالية وجود مبان قديمة تحت المباني القائمة». ولفت عدس إلى أنه بالتعاون والمشاركة بين أمانة محافظة جدة وهيئة السياحة والآثار ووفقاً لنظام البناء الجديد في المنطقة ينبغي عمل مسح أثري قبل الشروع في أي عمل، للتأكد من عدم وجود مقتنيات ثمينة قبل البدء بأعمال البناء والترميم في مباني جدة التاريخية، مع حصر أي شيء ثمين وتسليمه إلى هيئة السياحة والآثار لعرضه في متاحف جدة كمقتنيات أثرية. وأكد أن المقتنيات التي تم العثور عليها تبشر بوجود عناصر أثرية أخرى في المنطقة، مطالباً الملاك والقائمين بأعمال الترميم في المنطقة التاريخية مراعاة التنسيق مع إدارة تأهيل وتطوير العمران، وإعلامهم بأية مقتنيات أثرية قد يعثرون عليها، مع الالتزام بعدم تنفيذ أي أعمال تنقيب من دون الحصول على الموافقات اللازمة لذلك».