قللت دبلوماسية في حكومة اقليم كردستان العراق شبه المستقل من أهمية التأييد الاسرائيلي لاستقلال الإقليم ونفت أن يكون هذا يتم بالتنسيق مع الحكومة الكردية لكنه ربما يهدف إلى خدمة المصالح الاسرائيلية. وبينما أقرت بيان سامي عبد الرحمن، مبعوثة حكومة كردستان العراق في بريطانيا بالحظوة التي تتمتع بها إسرائيل في واشنطن التي تسعى للحيلولة دون تفكك العراق الذي تمزقه حرب طائفية، أشارت إلى أن هذا ربما يوازنه المخاوف من العداوات التي قد يجر من ينظر اليهم على أنهم حلفاء لإسرائيل منطقة الشرق الأوسط إليها. وقالت ل"رويترز" في مقابلة عبر الهاتف من لندن حيث تقيم "لاسرائيل أصدقاؤها وأعداؤها وبالتالي يمكن أن تعمل في الاتجاهين". وأضافت "لا ننسق مع اسرائيل لسنا مسؤولين عن تصريحات الحكومات الأخرى." ومنذ الأسبوع الماضي، دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لإضفاء الطابع الرسمي على السيادة الكردية ووصف مسؤولان اسرائيليان بارزان خلال اجتماعات مع الرئيس الأميركي باراك أوباما ووزير الخارجية الأميركي جون كيري وجود دولة كردية في شمال العراق بأنه أمر واقع محل ترحيب. ويرى خبراء اسرائيليون في تأييد حكومة نتنياهو محاولة للبناء على علاقات عسكرية ومخابراتية وتجارية سرية مع الأكراد ترجع لستينيات القرن الماضي في مواجهة الخصوم العرب المشتركين. ومع ذلك قالت عبد الرحمن إن هذا التعاون من الماضي. وأضافت "كانت هناك فترة... فترة قصيرة منذ عقود كانت فيها علاقات لكنها توقفت... من حيث أي علاقة سرية... لا توجد. من حيث وجود علاقة رسمية مع اسرائيل لا توجد". وذكرت عبد الرحمن أن السياسة الخارجية لحكومة كردستان العراق هي نفس السياسة الخارجية التي ينتهجها العراق الذي لا يزال في حالة حرب مع إسرائيل من الناحية الفنية. وتابعت "لأن الحكومة العراقية لا تقيم علاقات مع اسرائيل لا نقيم نحن أيضا". ولم تعلق على الأسباب التي ربما تقف وراء اختلاف إسرائيل علانية مع الولاياتالمتحدة في سياستهما حيال أكراد العراق. وقالت: "بشكل عام يضع الزعماء السياسيون والحكومات مصالح بلادهم في المقام الأول. هذه تصريحات يدلى بها زعماء اسرائيليون دون أي مساهمة منا". وقال وزير الخارجية الاسرائيلي أفيغدور ليبرمان يوم الاثنين إن اسرائيل لا تنحاز لأي جانب أو "تسدي النصح" للعراق في تعليقات تهدف على ما يبدو إلى تبديد الانطباع بأن إسرئيل تمارس ضغوطاً لصالح الأكراد. ولم تعلق إدارة أوباما مباشرة على تصريحات اسرائيل بشأن استقلال أكراد العراق. وقال دبلوماسي أميركي في المنطقة تحدث ل"رويترز" بشرط عدم ذكر اسمه إن الموقف الاسرائيلي من الأكراد يبدو نابعاً من نظرتها لهم "كجيب مستقر" نادر بين جيران مثيرين للقلق. واستفاد الأكراد من حالة الفوضى في العراق ليبسطوا سيطرتهم على منطقة جديدة غنية بالنفط لكن لا يزال يساورهم القلق حيال اعلان الاستقلال خشية ردود أفعال محتملة من جانب الأكراد في ايران وتركيا وسوريا فضلا عن مخاوف أخرى. وقالت عبد الرحمن "في النهاية الأمر ليس بيد القيادة الكردية. إذا ما أردت الاستقلال فالأمر بيد الشعب الكردي." مشيرة إلى دعوة لاجراء استفتاء على استقلال الاقليم أطلقها مسعود البرزاني رئيس كردستان العراق. وتابعت "بالطبع نريد العالم أن يرحب بكردستان مستقلة لكننا واقعيون ونعرف أنه سيكون من الصعب بالنسبة للبعض تقبل الأمر في البداية...مع ذلك هناك كثيرون يتعاطفون مع فكرة الاستقلال".